هددت أمس العائلات الأربع التي تقطن منذ 1969 داخل أقبية بحي صدوق الحاج بوهران، تنعدم فيها كل شروط الحياة الكريمة، بالانتحار جماعيا، بعدما تقدمت بطلبات للاستفادة من سكن منذ سنوات، بدا مع مرور الأيام أن جميعها كان مصيرها سلة المهملات. وما زاد من معاناة هذه العائلات الأربع كبر أطفالها وتزوج الأبناء وتضاعف عدد أفراد العائلة، ليجدوا أنفسهم اليوم في أزمة سكن خانقة، بعد إقامتهم في سكنات من غرفتين تعمهما رطوبة شديدة وجدران متصدعة وخيوط كهرباء متشابكة في جميع أجزاء الغرف، بالإضافة لانبعاث روائح كريهة جراء تشقق قنوات الصرف الصحي واهتراء أرضية الغرف. وقال ممثل عن هذه العائلات “لقد قمنا بمراسلة مسؤولي القطاع الحضري لكنهم رفضوا التدخل، وطالبوا بإزالة الخيمة المتواجدة بالشارع للإحصاء الذي باشرته بلدية وهران والخاص بالعائلات المقيمة في السكنات الهشة”، غير أن هذا الإحصاء لم يشملهم، ما أثار غليان تلك العائلات التي تطالب بترحيلها اليوم إلي سكنات لائقة حتى لو كان ذلك خارج الولاية. ويضيف الممثل أن رئيس دائرة وهران رفض معاينة الموقع، إلا في حالة حدوث خسائر في الأرواح حسب تصريحه، ما أثار غضب تلك العائلات، التي صرحت بأنه في حالة سقوط أرواح “نرفض الرحيل الذي يكون على حساب أبنائنا، خاصة بعد سقوط الحجارة يوميا من السقف وجدران الغرف، كما قالت إحدى السيدات “لولا لطف الله لحدثت الكارثة، خاصة أن مصالح الحماية المدنية طالبت بإخلاء المكان لخطورته”، حيث يعاني أبناء تلك العائلات من أمراض تنفسية حادة من شدة الرطوبة ومن مرض الربو وضيق في التنفس وأمراض جلدية عديدة جراء إقامتهم في تلك الأقبية المظلمة، والتي هي أشبه ما تكون بالقبور.