اجتمع، أمس، في القاهرة، محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية لعشر دول إفريقية منها الجزائر، للنظر في مبادرة جلب الاستثمار الأجنبي وقراءة معطيات الأزمة العالمية في ظل الضغط المفروض من قبل مجموعة العشرين للدول الصناعية. ساندت الجزائر بحسب توصيات الاجتماع وتصريحات المشاركين، موقف القارة السمراء في مبادرة “جلب الاستثمار الأجنبي”، وأكدت عزمها على مرافقة كل خطوات المبادرة، وضمان حسن السيرة ضمن اتفاقيات مجموعة العشرة الإفريقية، التي انخرطت فيها، وهي حاليا برئاسة مصر، وتضم أيضا جنوب إفريقيا، بوتسوانا، الكاميرون، كينيا، نيجيريا، تنزانيا، والبنك المركزي لدول غرب إفريقيا، ونظيره الخاص بدول وسط القارة. ولقد خرج الاجتماع، بحسب تصريحات رئيس الجلسة الدكتور حازم الببلاوي، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية المصري، وكذا دونالد كباروكا، رئيس بنك التنمية الإفريقي، وماكسويل مكواز الامبا، المفوض الاقتصادي للاتحاد الإفريقي وممثل اللجنة الاقتصادية للقارة التابعة للأمم المتحدة “بتوصيات تصب في مجملها في خانة البحث عن سبل مواجهة الآثار السلبية لتطورات الاقتصاد العالمي على الدول الإفريقية”. وقال الببلاوي بأن الاجتماع بحث عدة مقترحات محددة لوضع آليات تمويل تنمية التجارة والاستثمار على المستوى المحلي والإقليمي، لاسيما في مجالات البنية الأساسية والمحروقات والطاقات المتجددة. وأضاف أن اجتماع القاهرة، يناقش عددا من الموضوعات التي تهم الدول الإفريقية وفي مقدمتها تطورات الاقتصاد العالمي وانعكاساته على اقتصاديات دول القارة والسبل التي تمكن الدول الإفريقية من التعامل مع تقلبات الأسعار العالمية للسلع الغذائية، مع إمكانية ضمان وتوفير الأمن الغذائي والأطر المطلوبة لتوفير تمويل صناديق خاصة بمواجهة التغيرات المناخية بما في ذلك تطورات إنشاء “صندوق إفريقيا الأخضر”، إلى جانب بحث إمكانية الاستفادة من أدوات التمويل المتاحة من بنك التنمية الإفريقي وصندوق الاستثمار القاري في تمويل مشروعات البنى التحتية، بالإضافة إلى مناقشة تجربة مصر في مجال إشراك القطاع العام في القطاع الخاص والتنسيق بينهما، كما عرضت مصر أيضا خطوات تفعيل مبادرة “الاستثمار في إفريقيا” التي تُساندها الجزائر والأعضاء التسعة المعنيين بالمبادرة، والتي تنظر أيضا في أزمة مجموعة الدول الصناعية العشرين بقيادة واشنطن. للإشارة، فقد عقدت اللجنة، أول أمس، اجتماعا تحضيريا على مستوى النواب والمساعدين برئاسة هاني قدري مساعد وزير المالية المصري، قدموا خلاله مسودة بناء تكتل الدول العشرة. وتتشكل اللجنة من 8 دول وبنكين إقليميين، ولقد تأسست اللجنة التحضيرية للمجموعة غداة انفجار الأزمة المالية العالمية سنة 2008، وذلك على هامش اجتماع بنك التنمية الإفريقي آنذاك، بهدف متابعة آثار الأزمة المالية العالمية على اقتصاد القارة، والعمل على دعم المشاركة الإفريقية في تنظيم إدارة المؤسسات المالية الدولية وتحديد الأولويات الاقتصادية الاستراتيجية لإفريقيا، مع تكوين فريق للعمل المشترك مع مجموعة العشرين للدول الصناعية.