ظهرت، مؤخرا، أمراض خطيرة في وسط الأطفال الصغار أثارت موجة من القلق في أوساط سكان الوادي، بعدما أحصت مصالح الصحة نحو 1800 حالة مرضية غامضة في وسط الأطفال الصغار، ما جعلها تتسارع إلى تنظيم حملة تطعيم واسعة النطاق للأطفال الصغار لطمأنة الشارع المحلي، وسخرت جميع إمكانياتها لإنجاح هذه العملية التي جاءت بتوصية مباشرة من والي الولاية. وحسب المشرفين على العملية، فإن حملة الوقاية من مرض الشلل تشمل مختلف بلديات ولاية الوادي الثلاثين وعبر جميع الوحدات الصحية من أجل وصول اللقاحات لكافة المناطق وتهيئة فضاءات الاستقبال. كما تندرج هذه العملية أيضا ضمن البرنامج العام لمصالح الصحة الهادف إلى غرس ثقافة الوقاية لتفادي بعض الأمراض بواسطة التلقيح، خاصة بالمناطق النائية. وفي هذا الصدد، أوضح السيد السعيد عدوكة، رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالوادي ل”الفجر”، أن هذه الحملة تخص جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من يوم واحد إلى أربع سنوات، وأكد ذات المتحدث ضرورة تطعيم الأطفال. وأضاف محدثنا أن مرض شلل الأطفال يصنف ضمن أخطر الأمراض التي تهاجم هذه الفئة ومن أشدها قسوة، فهو يخلف عاهة سواء في يد الطفل أو ذراعه أو ساقه أو قدمه تجعله مُعاقا ليظل طوال حياته محتاجا لمساعدة الآخرين، بالإضافة إلى العوامل النفسية التي تصيب المريض وأسرته؛ مبرزا أن شلل الأطفال هو أحد الأمراض البشرية الرئيسية المعيقة للإنسان والمبددة لطاقته الجسمية وحالته النفسية والمعنوية، وهو واسع الانتشار إلا أنه يمكن أن يظهر غالباً في سن الطفولة ويظل ملازماً للشخص طوال حياته، والإصابة به يمكن أن تحدث في أي مرحلة من مراحل العمر وهو مرض فيروسي معد، إذ تنتقل عدواه عن طريق الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وتبدأ الإصابة به بوصول الفيروس عن طريق الفم إلى البلعوم أو المريء، ومن ثمّ يمر بفترة حضانة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وتبدأ أعراضه في الظهور بعد وصوله إلى الدم ولكنها لا تكون أعراضا متميزة لأنها تكون في بدايتها شبيهة بأعراض الأنفلونزا ونزلات البرد. لذا، فإن تشابه أعراض الشلل عند الأطفال مع تلك الحالات في البداية يجعل من الصعب تشخيصه سريريا، ولكنها تتطور إلى شلل في الأطراف وتضعف العضلات وتأخذ في الضمور ببطء. كما سخرت مصالح الصحة شاحنات خاصة وطاقما طبيا متنقلا من المنتظر أن يجوب مختلف قرى المنطقة. وأشار رئيس مصلحة الوقاية ل”الفجر” بأن الأولوية أعطيت لسكان القرى النائية والبدو الرحل إذ تنقص عمليات التطعيم والتلقيح للأطفال الصغار، وهو ما يجعلهم عرضة لكثير من الأمراض. وطمأن محدثنا العائلات المحلية حول الأمراض المنتشرة بالمنطقة، هذه الأيام، موضحا أنها ستزول قريبا بعد إنهاء هذه الحملة الوقائية التي ستمس جميع الأطفال. يذكر أن المؤسسات الاستشفائية بالولاية تسجل يوميا اكتظاظا رهيبا في حالات إصابة الأطفال الصغار بعدة أمراض متنوعة وغريبة، أثارت حالة من القلق في أوساط الأسر المحلية نتيجة عدم وجود سبب معين لبروزها.