يحتفي الصالون الوطني للكتاب بذكرى الكاتب ابن المدينة، عمر ديب، الذي وافته المنية في الفترة الأخيرة بتلمسان، تاركا حكايا تلمسان وحيدة وهو صاحب الحكايات.. عمر ديب وكما عرفه مدير الثقافة بتلمسان، حكيم ميلود، سيد المدينة وصاحب قصصها الكثيرة، حيث لعب دورا هاما في الحفاظ على تراث المدينة اللامادي سيما فيما يتعلق بالشخصيات التي لا تخبرنا المصادر التاريخية الكثير عنها على غرار لالا ستي، لالا مغنية. بدأ عمر ديب كتابة المقالات في الفترة الكولونيالية، فكان يكتب تحت اسم مستعار هو كسيلة أمازيع، وهذا وحده يقدم بعد الهوية كاملة كان يعرفها جيدا عمر ديب، بعد ذلك انخرط في عدد من الجمعيات، وجمع الكثير من المادة الشعبية عن موروث تلمسان. اشتغل عمر ديب بالتعليم ثم صار مراقبا عاما في ثانوية، وعمله هذا جعل منه المربي الكبير، سيما بالنسبة للشباب القادمين من نواحي تلمسان، على غرار أمين الزاوي الذي ساهم عمر ديب في تكوين شخصيته الأدبية، وعندما صار أمين الزاوي مديرا للمكتبة نشر له "حكايات عن تلمسان" وهي مجموعة من القصص الشعبية التي تحاول تقديم التفسيرات الخرافية والتبركية لمدينة يسكنها عدد كبير من الأولياء ويحرسها سيدي بومدين. أما الكاتب والصحفي عبد الله بلقاسم، الذي كان مديرا لإذاعة تلمسان، فيؤكد أن الشخصية لا تتكرر، ولها الكثير من الطاقة في الاهتمام بتراث المدينة، يقول عبد الله بلقاسم إن عمل عمر ديب للإذاعة كان وقتا مقدسا يسمعه كل التلمسانيين، لأنه يتحدث بلغة راقية ومرتكزة على هويتها وعلى لهجتها المحلية.. لكن أين هو الأرشيف؟؟ يؤكد بلقاسم أنه أجرى عددا من الحوارات في بداية التسعينيات مع الرجل ولكن هذه المادة ضاعت لأننا لا نحافظ على الأرشيف.. لذا لابد من الانتباه لهذا الأمر بالنسبة للصحفيين الجدد، قائلا هناك أمور قد تكون هي الشاهد الوحيد. عائلة الفقيد لم تحضر.. ولا أصدقاؤه، ربما قد يوافقون المثل القائل: "كي كان حي كان مشتاق تمرة وكي مات علقولو عرجون".