استفادت ولاية الشلف، مؤخرا، من حصة جديدة من الإعانات الموجهة لتدعيم السكن الريفي، الذي أضحى الخيار المفضل لدى غالبية السكان المحليين بسبب رغبة الكثيرين منهم في الاستقرار بمناطقهم الأصلية، وكذا لنقص الجيوب العقارية وغلائها بالمراكز الحضرية الكبرى، وهو ما دفع بالعديد من العائلات إلى العودة إلى مداشرها والاستقرار نهائيا بها والاهتمام بمزارعهم بدلا من السكن بسكنات غير لائقة بالمراكز الحضرية. وحسب مدير السكن والتجهيزات العمومية، فإن حصة الولاية التي استفادت بها مطلع السنة الجارية مع زيارة وزير السكن مؤخرا، للولاية تقدر ب03 آلاف إعانة موجهة للسكن الريفي لضمان استقرار السكان بمناطقهم الأصلية. وبالنظر إلى الطلبات المتزايدة على هذا النمط من السكن، حيث تم توزيع حصص كل بلدية من بلديات الولاية لتتم لاحقا عملية تحديد المستفيدين من هاته الإعانات ليصل مجموع الإعانات المالية الموجهة لهذا النمط من السكن إلى 23 ألف و721 وحدة، وهو مجموع الحصة المخصصة للبرنامج الخماسي الجاري، فضلا عن عملية الانتهاء من إنجاز وتوزيع ما يصل إلى 15 ألف وحدة سكنية ضمن البرنامج السابق. ونتيجة لاستقرار الأوضاع الأمنية، أبدى العديد من هؤلاء السكان العودة إلى مناطقهم الأصلية ومعاودة مزاولة نشاطهم الفلاحي والرعوي الذي لم يتخلوا عنه بصفة كاملة، حيث تشهد معظم بلديات الولاية وخاصة تلك الواقعة في المنطق النائية والريفية تدفقا كبيرا للطلبات المتعلقة بالسكنات الريفية التي أضحت تمثل لمعظم العائلات السبيل الوحيد للاستقرار بمناطقها الأصلية، بعد عودة الأمن إلى ربوع الولاية، حيث تجري حاليا الأشغال بهذا النمط من البناءات بعدد من البلديات. للإشارة، يبلغ عدد السكنات الريفية 18 ألف وحدة من مجموع الحظيرة السكنية لولاية الشلف، البالغ عددها 34 ألف وحدة سكنية، وهو ما يمثل أكثر من 52٪ من مجموع البرامج السكنية التي استفادت منها الولاية، الأمر الذي سمح بتقليص المساكن الهشة والقصديرية بالمناطق الريفية والنائية بالولاية، والتي مكّنت من القضاء إلى حد بعيد على مظاهر الغبن والحرمان التي كانت تعيشها الكثير من العائلات ببلديات الولاية كبني بوعتاب، الحجاج، مصدق وتلعصة من خلال استبدال مساكن الطوب والقرميد، وحتى الزنك وصفائح الحديد بمساكن ذات بناء صلب تقيهم حر الصيف وقر الشتاء.