نقابة الأطباء تحذر من نفاد الوقود بالمستشفيات حذرت عمادة الأطباء الجزائريين من خطورة الأوضاع التي تعيشها المناطق الداخلية والجبيلة بسبب تواصل موجة البرد والثلوج للأسبوع الثالث، في ظل افتقار الجزائر إلى مخطط استعجالي يقلل من حجم الخسائر المادية والبشرية، في كوارث الجو أو الزلازل، واتهمت العمادة وزارة الصحة والحكومة بتعريض نصف الجزائريين للخطر بسبب تهاونها في توفير أدنى ضروريات العلاج، في حين دقت نقابة الممارسين ناقوس الخطر حول الأوضاع التي آل إليها مرضى السرطان وكبار السن. قال عميد الأطباء، بقاط محمد بركاني، في تصريح ل”الفجر”، إن وضعية خطيرة تعيشها الجزائر بسبب سوء الأحوال الجوية التي تعرفها أغلبية ولايات الوطن والتي تسببت في عزل ملايين الجزائريين، في ظل الافتقار للإمكانيات اللازمة لمواجهة هذه البرودة القاسية، مثيرا مخاوفه من عواقب مواصلة قطع الطرقات في وجه المواطنيين، خاصة المرضى الذين يشتكون من غياب العلاج الضروري حتى في الحالة العادية، بسبب نقص الأدوية والعلاجات وافتقار المؤسسات الاستشفائية لقدر كاف من الأدوية المخزنة في المستودعات. ونقل بقاط صورة سوداوية عن وضعية الآلاف من الجزائريين المرضى في الجبال والمناطق التي حاصرتها الثلوج بسبب عدم تمكنهم من التنقل للعلاج، في الوقت الذي تشهد فيه أدوية السرطان ولقاحات الأطفال ندرة متواصلة، خاصة تلك التي تخص اللقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي. أزمة ندرة الأدوية تشتد بسبب الثلوج ونقص حتى في بطاقات التعويضات وأضاف بقاط أن الثلوج حرمت حتى مرضى السكر من الأنسولين الذي ينتج من طرف شركة صيدال على مستوى ولاية قسنطينة المعزولة منذ أسابيع، مؤكدا أن ذات الأوضاع تسببت أيضا في ندرة حادة في بطاقات التعويضات التي ترفق مع الوصفة الطبية، حيث تفتقر إليها مختلف العيادات الطبية الخاصة والصيدليات والمستشفيات العمومية باعتبار أن المطبعة الوحيدة الواقع مقرها بالخروب بقسنطينة معزولة بسبب الثلوج دائما، في ظل انشغالات السلطات ومختلف الأطراف الفاعلة في الدولة بالانتخابات. وحمل عميد الأطباء الجزائريين وزارة الصحة ما يحصل للمرضى في ظل الوعود “الكاذبة” التي تصدر يوميا عن المسؤول الأول عن قطاع الصحة، جمال ولد عباس، خاصة تلك التي تتحدث عن تخصيص طائرات عمودية على مستوى المؤسسات الصحية لنقل المرضى. واعتبر المتحدث أن هذه الطائرات الأنجع لنقل هؤلاء المرضى الذين يعانون جراء الأحوال الجوية التي ستتواصل لأسبوع آخر، قائلا “لو كانت مثل هذه الطائرات الموجودة في أغلبية مؤسسات الصحة في الدول الغربية لساهمت في علاج الآلاف من المواطنين، وساهمت في نقل حتى الأطباء والجراحين العالقين في بيوتهم”. وأكدت عمادة الأطباء الجزائريين أن المواطنين أضحوا يدفعون ثمن تهاون السلطات، محذرا من الجوع الذي قد يودي بنصف حياة الجزائريين إذا ما استمرت الثلوج لأسبوعين آخرين. من جهته، حذّر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية مرابط إلياس من النقائص الكبيرة التي تشهدها المنظومة الصحية بالجزائر في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرفها الأحوال الجوية، ودعا إلى أهمية اعتماد مخطط استعجالي لمواجهة أي كوارث كالزلازل أو الحروب التي حدثت في دول الجوار وساهمت في تدفق شعبي على حدودنا. ولد عباس يوجه برقيات للمستشفيات قصد تعزيز القدرات للتكفل بمنكوبي الثلوج وقال مرابط إن “المنظومة الصحية في حالتها العادية هشة، رغم المبالغ الهائلة التي تنفق يوميا، وكيف يمكن وصفها في هذه الأحوال”، مشيرا إلى خطر الموت الذي يهدد العديد من المرضى في ولايات الجنوب أو المناطق الداخلية الذين يستوجب نقلهم لتلقي العلاج في المدن الكبرى، إذ تحول الأحوال الجوية دون ذلك، رغم الجهود الجبارة للأطباء الذين يتأهبون في المؤسسات الاستشفائية لمساعدة الحالات التي تأثرت بفعل الثلوج إما الكسور أو حوادث المرور أو اختناقات الغاز وغيرها”. ودعا مرابط الوزارة الوصية إلى أخذ الحيطة إذا تواصلت موجة البرد والثلوج، وطالبها بأهمية اعتماد تسيير وقائي جاهز، وذلك بعد أن أشار لخاوفه من نفاد الوقود بالمستشفيات، وتوقف بذلك التدفئة التي تعرض المرضى إلى مشاكل صحية قد تكون كارثية، كما أثار تخوفه من عدم التكفل بتوفير الأوكسجين والأدوية الضرورية لمعالجة الحالات الاستعجالية. ويأتي هذا في الوقت الذي وجهت فيه وزارة الصحة وقبل بدء موجة الاضطرابات الجوية بيومين برقية مستعجلة للمستشفيات تدعو فيها الطاقم الطبي للتأهب للتدخل في أية لحظة لإسعاف المواطنين، والعمل على تعزيز قدرات المؤسسات للتكفل بالحالة الطارئة التي تعرفها الجزائر مع رجال الحماية المدية ومختلف الجهات المعنية.