نفت مصادر عسكرية يمنية مسؤولة ما تردد عن توجه وفد عسكري يمني إلى الولاياتالمتحدة للتباحث مع مسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية ”البنتاغون” حول الترتيبات المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش تنفيذا للمبادرة الخليجية. وأشارت المصادر في تصريحات ل ”الخليج” إلى أن الزيارة المقررة لرئيس هيئة الأركان العامة، اللواء أحمد الأشول، إلى واشنطن على رأس وفد عسكري يمني، والتي لم يحدد موعدها، تهدف إلى التباحث مع الجانب الأمريكي حول جملة من القضايا المتصلة بتعزيز التعاون العسكري بين اليمن والولاياتالمتحدة، معتبرة أن إعادة هيكلة الجيش شأن داخلي يمني وقضية سيادية لن يتم الاستعانة بأي أطراف أجنبية لتنفيذها ونفت المصادر أن تكون اللجنة العسكرية اليمنية المكلفة إعادة هيكلة الجيش والتي يشرف عليها الرئيس عبد ربه منصور هادي، قد تلقت أي عروض أمريكية أو غربية للمشاركة في تنفيذ عملية إعادة الجيش، منوهة بأن مثل هذه العروض في حال تقديمها من أي طرف خارجي سترفض لاعتبارات تتعلق بحساسية قضية إعادة هيكلة الجيش وارتباطها بالسيادة اليمنية وكانت اللجنة العسكرية اليمنية المكلفة بإعادة هيكلة الجيش قد حددت التوقيت الزمني لبدء تنفيذ الأخيرة عقب إجراء استفتاء شعبي عام على الدستور الجديد المقرر استحداثه عوضاً عن الدستور القائم وهو ما استبعده مراقبون محليون بالإشارة إلى أن تصاعد الضغوط الشعبية المطالبة ببدء عملية إعادة هيكلة الجيش ستدفع الرئيس هادي إلى التدشين المبكر لها خلال سقف زمني لن يتجاوز الشهرين المقبلين وعقب انعقاد مؤتمر موسع للحوار الوطني .في إطار معركة كسر العظم التي يخوضها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قرر هادي، أمس، تجميد ثلاثة قرارات بتعيين قادة ألوية عسكرية، بينهم ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في وقت تجري اتصالات لإقناع تكتل ”اللقاء المشترك” بوقف التصعيد الشعبي، تزامنا مع تظاهر عشرات آلاف اليمنيين لإحياء ذكرى مجزرة ”جمعة الكرامة”. وقالت مصادر محلية يمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أمس إن هادي ”كان تسلَّم ترشيحا بتعيين العميد طارق محمد عبد الله صالح الذي كان يشغل موقع قائد الحرس الرئاسي ليعين قائدا للواء الثالث مشاة جبلي، وهو أقوى ألوية الحرس الجمهوري التي يديرها نجل الرئيس السابق، كما تسلَّم ترشيحا بنقل قائد قوات الحرس الجمهوري في تعز، والذي يتَّهم بارتكاب جرائم ضد المحتجين إلى قيادة اللواء 62 في مديرية نهم في ريف صنعاء، على أن يُعَين العميد محمد البخيتي قائدا لقوات الحرس الجمهوري في تعز، إلا أن هادي أوقف هذه التعيينات في آخر لحظة”. وبحسب المصادر، فإن إيقاف هذه التعيينات ”جاء بعد تهديد المعارضة بالتصعيد الشعبي وحشدها لعشرات الآلاف من أنصارها” استعدادا لإحياء الذكرى الأولى لمذبحة ”جمعة الكرامة” التي ارتكبت فيها قوات الرئيس السابق مذبحة في حق المطالبين بإسقاط النظام بالقرب من جامعة صنعاء، فقتلت 56 محتجا وأصابت المئات. وقال سياسي كبير ل ”البيان” إن ”الدول الراعية لاتفاقية التسوية تعمل حاليا على نزع فتيل التوتر بعد أن رأى اللقاء المشترك وشباب الثورة أن القرارات التي كان هادي سيصدرها تُعَد بمثابة ترقيات لأقارب الرئيس السابق، والذين عملوا معه”. وأردف أن هؤلاء ”يصرِّون على أن يغادر صالح الحياة السياسية، وإذا ما أصر على ممارسة العمل السياسي فإنهم سوف يصعِّدون الثورة إلى حين إسقاط الحصانة، ومن ثم محاكمته”.