ربط جهاد مقدسي، الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، نجاح الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، بمدى احترامها للسيادة السورية، وقال في تصريحات صحفية إن من مصلحة دمشق إنجاح مهمة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها، موضحا أن دمشق تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معاد لها. أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية أن معركة إسقاط الدولة في سورية انتهت بلا رجعة وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسورية عبر الإصلاحات، مطالبا العالم بمساعدة سورية بدلا من الضغط عليها. وقال مقدسي إن منطلقات وثوابت سورية في التعاطي مع مهمة عنان هي حفظ سيادة الدولة وعدم المساس باستقرارها وأمنها الوطني والتوازي المنطقي في التطبيق. وأوضح مقدسي أن عنان قدم للرئيس السوري بشار الأسد مجموعة من الأفكار غير الملزمة ذات سقف عال ليست منطقية للغاية في بداية المطاف، فقدمت سورية خلال يومين ردا توضيحيا، ثم أرسل عنان فريقا تقنيا إلى سورية أجرى خمس جولات من المفاوضات الشاقة مع وزارة الخارجية على مدى ثلاثة أيام تم التوصل في نهايتها إلى ما سمي بمبادرة عنان. وأوضح مقدسي أن مبادرة عنان ذات الست نقاط تضاف إليها الرسائل المتبادلة بينه وبين وزير الخارجية وليد المعلم، والاثنان يمثلان فهما مشتركا لمهمة عنان، فهو لم يخترع حلا للأزمة لأن الحل معروف، كما أن سورية ليست بانتظار عنان ليحل الأزمة، بل ليساعد بحشد الدعم لحل الأزمة عبر مبادرة دولية نأمل صدقها. وأشار مقدسي إلى أن أحد البنود المبادرة سحب المظاهر المسلحة من المدن، وأن دمشق كانت تقول إن الجيش في حالة دفاع عن النفس والمدنيين، وسيغادر ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات. وقال مقدسي إن موضوع التهدئة ليس بيد سورية فقط لأن الأزمة مركبة، مشيرا إلى أن 40٪ من مستلزمات نجاح مهمة عنان موجودة في سورية، بينما الباقي في الخارج عند دول تحتضن وتكرس عناد المعارضة الخارجية على حد قوله وتقول لها لا تتحدثوا مع القيادة السورية لأنها راحلة، إضافة إلى تمويل تلك الدول للعمل المسلح وفق تصريحات علنية على مستوى وزراء خارجية.