تشكل الدبابيس، أوما يصطلح على تسميتها بالعامية “إبرة الخمار” عند المحجبات، خطرا حقيقيا على حياتهن، إذا ابتلعتها الفتاة سهوا وهي ترتدي خمارها، حيث تسجل مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى مصطفى باشا في العاصمة، أزيد من ست حالات أسبوعيا ممن ابتلعن هذه الدبابيس وخضعن لعمليات جراحية دقيقة على الصدر لنزعها. يتعرض البعض لمخاطر ابتلاع بعض الأشياء أو المجسمات باختلاف أنواعها وأشكالها، نتيجة أفعال غير إرادية، أثناء الأكل أوالكلام. وبشكل خاص تقوم بعض الفتيات أثناء ارتداء الخمار بوضع دبابيس معدنية في الفم، وكثيرا ما تبتلع أحدها سهوا عند حديثهن مع الآخرين. ومن أجل ذلك ارتأت “الفجر” أن تقف أمام واقع حي عاشته فتيات من عدة ولايات. انتقلت “الفجر” إلى مستشفى باشا الجامعي، ووقفت أمام العديد من الحالات لفتيات في مقتبل العمر تعرضن لحوادث ابتلاع الدبابيس عند ارتداء الخمار ونُقلن على جناح السرعة إلى مصلحة الأمراض الصدرية، أين خضعن لعمليات جراحية دقيقة. وفي هذا الإطار، أجمعت العديد من الفتيات اللائي تحدثنا إليهن أنهن ابتلعن الدبابيس بعد أن وضعنه في أفواههن أثناء ارتداء الخمار، وهي العادة التي تتكرر بشكل يومي مع الكثيرات. وفي هذا الشأن قالت منال، تلميذة بالثانوية، إنها ابتلعت دبوسا وهي تمشي في الشارع، بعدما كانت تخاطب إحدى صديقاتها. وليس وضع دبابيس الخمار وحده سببا في إصابة الفتيات، فالكثيرات يعبثن بالأشياء الصغيرة على غرار أغطية الأقلام أو بعض الأجسام الصغيرة، كما هو حال الأطفال الذين كثيرا ما يبتلعون الأزرار والقطع النقدية وأجزاء من ألعابهم.. “الفيبروسكوبي” أحسن وسيلة للعلاج أكد البروفيسور نافتي سليم “أن حوادث ابتلاع الدبابيس تتكرر في أوساط الفتيات المحجبات بكثرة، حيث تستقبل مصلحته أزيد من ست حالات في الأسبوع كلهن في مقتبل العمر”، مشيرا إلى أن عددهن يتضاعف في كل مرة بسبب قلة الحيطة والحذر أثناء قيامهن بارتداء الخمار، وحتى عند خياطة الملابس تضعن الإبرة في فمهن .. فيحدث ما لا يحمد عقباه”، يضيف المتحدث. وحسبما أفاد البروفيسور فإن جميع الفتيات اللواتي تبتلعن دبابيس أوغيرها تأتين لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، حيث أن قسم نزع الأجسام الغريبة في مصلحته يعد الوحيد على المستوى الوطني. وعن طريقة نزع الدبوس أفاد نافتي أنه تتم معالجة بعض الحالات في بادئ الأمر بإدخال الأنبوب الهضمي عبر البلعوم، أو ما يسمى ‘'فيبروسكوبي''، وهو جهاز مزود بمرآة عاكسة داخل جسم المريض لالتقاط الدبوس الذي يكون مغروزا في وسط قفصه الصدري، مشيرا إلى أن الجهاز يكون مصحوبا بخيط حديدي وماسكة لسهولة تحريكه، لتتم متابعة العملية عبر المنظار، ثم يجذب الدبوس من الجهة العكسية تفاديا لحصول أي جروح في القصيبات الهوائية. أما في حالة صعوبة نزعه يبقى الحل الوحيد لدى الفريق الطبي هو إجراء عمليات جراحية على مستوى الصدر لاستخراج ما ابتلعه المريض. نزع 19 دبوسا خلال ثلاثة أشهر.. والرقم مرشح للارتفاع أكد البروفيسور نافتي سليم، رئيس القسم ذاته، أن مثل تلك الحوادث سارية وسط الفتيات المحجبات بالجزائر، حيث تستقبل المصلحة العشرات ووصل العدد إلى 19 حالة خلال الثلاثي الأخير من سنة 2009، أي ما يتراوح بين 4 إلى 5 حالات يوميا. وعن خطورة هذا أضاف محدثنا أنها تكمن في صعوبة نزع الدبوس، وتلك عملية دقيقة يتولاها فريق طبي بالمصلحة ذاتها، وهنا سجلنا تدخل مساعد طبي بالمصلحة ذاتها أكد لنا أن البروفيسور نافتي وحده من يشرف حاليا على تلك العمليات، ليؤكد لنا البروفيسور ذاته أنه يسعى منذ فترة لتكوين فريق طبي متخصص في ذلك ليضمن استمرارية العمل، خاصة أن القسم يعتبر الوحيد على مستوى الوطن.