يجمع خبراء في شؤون النفط على أن ارتباط سعر صرف الدولار الأمريكي بسلعة النفط أثر على أسعارها بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة كما ساهم في تذبذب الأسعار في الأسواق العالمية. وتوقع خبراء أن تظل أوضاع الاقتصاد الأمريكي تلقي بظلالها على الأسعار طالما ظل النفط يباع بهذه العملة الأمريكية. ويرى الخبراء أنه من الصعب جدا استبدال الدولار كعملة يباع بها النفط في ظل هيمنة الاقتصاد الأمريكي وكون الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولة الأهم في إنتاج واستهلاك النفط إضافة إلى ما تشهده منطقة الأورو من تحديات وأزمات تهدد وجود هذه العملة. وأوضح الخبير الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور أن توسع استخدام الدولار وتوجه الولاياتالمتحدة نحو استيراد كميات ضخمة من السلع لتصدير الدولار إلى الخارج جعل منها أكبر بلد مكون للتجارة العالمية وأصبحت تمثل 25 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي. ورأى أن اتفاقية رايتن واتس كانت السبب في عدم استقرار الاقتصاد العالمي وأن كل الإجراءات المتخذة فيما بعد ”محاولة لتخفيف حجم الورطة التي وقع فيها العالم”، وبيّن أن الولاياتالمتحدة قامت بربط الدولار بالنفط في عام 1972 لأن النفط كان أصبح أهم سلعة معتبرا أن الدولار أصبح الآن وعاء للقيمة ولم يعد مجرد عملة أو سلعة ومصدرا للطاقة. وأعاد بوخضور التأكيد على أن الدولار سيظل العملة المتداولة عالميا والمرتبطة بأسعار النفط ويشكل حاليا ثلثي إجمالي احتياطات التبادل الرسمي العالمي وأكثر من 80 في المائة من جميع التعاملات التبادلية الدولية وهو ما يعزز مكانة الدولار حتى وإن كان غطاء الذهب يتراجع في ضمانه للدولار. من جهته أكد خبير محللي الأسواق الأمريكي جوزيف تريفيزاني أن نشاط سلعة النفط يتحرك بشكل أسرع في الوقت الراهن عن أي وقت مضى، مضيفا أن الأسعار في تزايد وبوتيرة سريعة جدا بسبب زيادة الطلب العالمي على النفط بشكل متصاعد ومنقطع النظير. وقال تريفيزاني إن هذا الصعود لم يستوعبه المستهلكون للنفط الذين اعتادوا في الماضي على أسعار نفط منخفضة، معتبرا أن الانخفاض القليل في أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي ليس إلا موجة تصحيح بسيطة للأسعار، وتوقع أن تشهد أسعار النفط مستويات قياسية خلال الأشهر المقبلة بفعل عدة عوامل أهمها الجيو-سياسية موضحا أن هذه الأسعار ستنعكس سلبا على أسعار الدولار تطبيقا للمعادلة المعروفة، حيث أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي في الغالب إلى انخفاض سعر صرف الدولار.