يؤكد زيدان خوليف، الباحث في العلاقات الدولية بجامعة باريس، أن نهاية نيكولا ساركوزي سوف يكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة العربية ومستقبل العلاقات الفرنسية الجزائرية. كما أوضح الباحث زيدان خوليف المقيم في فرنسا في اتصال هاتفي مع ”الفجر” أن فرنسا متأكدة بأهمية ربط علاقات جد استراتيجية مع الجزائر في الفترة القادمة. بين انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والمناظرة الأخيرة التي جمعت ساركوزي بهولاند، ما الذي تغير؟ ** المناظرة أعطت تأكيدا واضحا وصريحا من أن ساركوزي لم يعد رئيسا لفرنسا، بل أصبح رئيس حزب اليمين الذي يريد أن يجعل اليمين الفرنسي أكثر تطرفا وراديكالية وهذه خلاصة المناظرة التي عكست بداية النهاية لساركوزي، فحتى أصدقاءه قالوا إن موعد 6 ماي سيكون موعدا لتصفية الحساب مع ساركوزي الذي أصبح أكثر راديكالية من اليمين المتطرف وكان ذلك ظاهرا من خلال خطاباته الأخيرة، ساركوزي اليوم أكد أنه شخص عادي في فرنسا وليس فرنسا. لكن استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة أعطته حظا لا يقل أهمية من حظ هولاند في الرئاسية؟ ** الفارق بين ساركوزي وهولاند بالنسبة لاستطلاعات الرأي هي أربع نقاط وعموما استطلاعات الرأي سنة 2002 أكدت أنها لا تستطيع أن تعكس حقيقة الفوارق السياسية، شخصيا أعتبر أن استطلاع الرأي الوحيد الجدير بالاهتمام هو حجم الحشود والجماهير الذين يشاركون في تجمعات ساركوزي، وهنا يمكن القول بلاشك أن تجمعات ساركوزي اليوم مقارنة بسنة 2007 تعرف تراجعا واضحا جدا. تبقى الكلمة الأخيرة للصندوق.. ماذا لو فاز ساركوزي؟ ** مرور ساركوزي إلى عهدة ثانية سوف يخلق انفجارا حقيقيا في فرنسا، فالرئيس المنتهية ولايته أعطى الضوء الأخضر لفرنسيين للذين لا ينحدرون من أصول أجنبية إلى المطالبة بحقوق وامتيازات على باقي الفرنسيين، لهذا ففوز ساركوزي سوف يعطيهم دافعا كبيرا لممارسة سياسة تقوم أساسا على تجاوز حقوق باقي الفرنسيين والمهاجرين. هذا داخليا وماذا عن السياسة الخارجية؟ ** هناك أمران هامان في السياسة الدولية سوف يأتي استمرار ساركوزي في الحكم، أولا سيكون هناك تقارب كبير بين فرنسا وألمانيا وسيكونان جبهة ضد الدول التي تواجه شبه الإفلاس مثل البرتغال واليونان بينما سيقع شرخ كبير بين فرنسا والدول التي تعود إليها أصول المهاجرين الموجودين في فرنسا. كيف قرأت كلام ساركوزي عن أهمية الجزائر الإستراتيجية في منطقة الساحل؟ ** السوق الآن في إفريقيا هي الجزائر ويمكننا القول أنه لا توجد أية دولة تستطيع تلبية حاجيات فرنسا عدا الجزائر، فالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حاول ترميم العلاقات الجزائرية الفرنسية لأهميتها ولكنه لم ينجح وساركوزي يحاول استغلال الخمسينية لإقناع الجزائر بتوقيع معاهدة الصداقة بين الجزائروفرنسا وهو يفكر بتلك الطريقة ويراقب حجم البحبوحة المالية الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر في الفترة الأخيرة. وماذا لو خسر ساركوزي وهو المتوقع بلاشك؟ ** خسارة ساركوزي تعني لفرنسا الكثير سيما من ناحية تحقيق التوازن في سياستها الداخلية والخارجية وهو أمر ضروري جدا بالنسبة لفرنسا داخليا. أما خارجيا لا أتوقع تغييرا كبيرا في سياسة فرنسا على ما هي اليوم، عدا أن خسارة ساركوزي ستحمل مؤشرات على علاقات أكثر حميمية بين فرنسا وضفة جنوب البحر المتوسط بشكل عام، كما أن طريقة تعامل فرنسا مع علاقتها بدول أوروبا ستتغير وسيكون هناك رغبة واضحة من فرنسا لتعديل الكثير من الاتفاقيات الأوروبية.