يعيش سكان حي سيدي عباد الذين يفوق عددهم 6 آلاف نسمة، التابع إقليميا لبلدية تسالة المرجة في العاصمة، العزلة والتهميش، رغم أنها لا تبعد عن قلب العاصمة إلا ببضع كيلومترات، غير أن غياب التنمية جعل حياتهم تشبه حياة سكان القرى والمداشر. ظل السكان ينتظرون الصحافة على أحر من الجمر لنقل معاناتهم إلى السلطات المعنية الممثلة في رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئرتوتة، للتدخل والنظر في وضعيتهم التي طالت سنوات دون أن يسجلوا بوادر الانفراج، خاصة ما يتعلق بوضعية الطرقات التي صعبت الدخول إلى الحي نتيجة الحفر العميقة والمطبات، ووقفنا عند معاناة عمرها سنوات.. ويتعلق الأمر بغياب التهيئة وانعدام المرافق الضرورية كالأسواق الجوارية. ينتفضون ضد وضعية الطريق ويهددون بمقاطعة التشريعيات وضعية الطريق الصعبة وغياب جهة تصغي إلى انشغالهم زادتهم إصرارا على الخروج إلى الشارع وقطع الطريق الوطني الرابط بين الجزائر العاصمة والبليدة، بإضرام النيران واستعمال الحجارة والمتاريس، ما أدى إلى شل حركة المرور لساعات. انتقد سكان حي سيدي عباد الأوضاع المزرية التي يعيشونها في ظل غياب التنمية في حيهم الذي يعد من أكبر الأحياء كثافة، غير أن هذا لم يشفع لهم من أجل تغيير الأوضاع، خاصة ما يتعلق بتهيئة الطرقات التي ناشدوا بشأنها مختلف الهيئات إلا أنها لم تأت بنتيجة إيجابية، ما دفعهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية أخرى.. وقال السكان بنبرات حزن واستياء إن مشكل الطرقات تسبب في وفاة العديد من الأشخاص، خاصة شتاء بسبب صعوبة مرور سيارات الإسعاف، فضلا عن التأخر في تلقي الإسعافات الأولية، ما تسبب في تفاقم الوضع لدى سكان الحي الذين أكدوا أن معاناتهم مع المشكل عمرها 10 سنوات لم يشهدوا خلالها أي بوادر لتحسين الوضع، غير أن ما زاد من غضبهم تجاهل السلطات المحلية التي كانت تكتفي في كل مرة بمنحهم وعودا كاذبة تقضي بتهيئة الحي عما قريب، إلا أنه لا جديد يذكر لحد الآن. وتساءل هؤلاء عن وعود السلطات المحلية التي لم تشهد طريقها إلى التجسيد رغم المعاناة اليومية التي يعيشونها جراء وضعية الطريق، خاصة في فصل الشتاء، أين تزداد معاناتهم، ومع ذلك لم يحصلوا إلا على جملة من الوعود من طرف رئيس الدائرة الإدارية لبئرتوتة ورئيس البلدية، أكدوا خلالها على وجود مشروع خاص بتهيئة طريق سيدي عباد، إلا أنه يتطلب التحلي بالصبر في انتظار تجسيد ذلك. إنجاز سوق جواري أولى مطالب سكان حي سيدي عباد لم تقف معاناة سكان حي سيدي عباد عند وضعية طرقات الحي، وإنما امتدت إلى غاية سوق جواري الذي يضطرهم في غالب الأحيان إلى قطع مسافة تزيد عن 4 كيلومترات من أجل شراء مستلزماتهم الضرورية، ما جعلهم في حاجة ماسة إلى مرفق يجنبهم عناء التنقل إلى مركز المدينة للحصول على أدنى المستلزمات، فضلا عن غياب مرافق ترفيهية. هي المطالب التي أكد عليها سكان سيدي عباد في العديد من المرات، وتحصلوا خلالها على وعد بتغيير الوضع إلا أنهم لم يشهدوا التجسيد الفعلي لحد الآن، ما جعلهم يهددون بمقاطعة الانتخابات التشريعية في حال عدم النظر في جملة المطالب. من جهته، ردا على انشغال سكان حي سيدي عباد، أكد مسؤول ببلدية تسالة المرجة في تصريح له، وجود مشروع لتهيئة الطريق، غير أنه من البعيد إنجاز سوق جواري بالحي بسبب غياب الوعاء العقاري لاحتضان مثل هذه المشاريع، خاصة أن الحي يفتقر لإكمالية لوضع حد لمعاناة التلاميذ الذين يتنقلون إلى غاية مركز المدينة، وهو المطلب الذي أعطته البلدية أولوية في التجسيد بالنظر إلى حجم المعاناة التي يتخبط فيها متمدرسو الحي، إلى جانب تجسيد مشروع مركز ثقافي كان ومازال يشكل مطلب الكثيرين.