قررت الجزائر والجمعيات التابعة للصليب الأحمر بمنطقة الساحل الإفريقي، إنشاء هيئة لتنسيق العمل الإنساني في هذا الفضاء الصحراوي، تتولى مهمة تطوير ”الدبلوماسية الإنسانية”، وتجميع الموارد اللازمة لتنفيذ خطة عملها وضمان التنسيق بين مختلف التنظيمات العضو في هذه الهيئة الجديدة. وتم التوصل إلى خلق هذه الهيئة الإنسانية الجديدة في منطقة الساحل بين منظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الجزائري، البوركينابي، الليبي، المالي، الموريتاني، النيجيري والهلال الأحمر لدولة التشاد، في ختام أشغال منتدى الجمعيات الوطنية للصليب والهلال الأحمرين لمنطقة الساحل المنعقد في الجزائر. وسيكون هذا الجهاز المكلف بمتابعة الوضع الإنساني في منطقة الساحل، مفتوحا على جميع المؤسسات والمنظمات الإنسانية وذات الطابع الخيري الموجودة في هذه المنطقة، التي تتقاسم نفس الانشغالات المتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية. وجاء خلق ذات الهيئة، بعد تسجيل الجزائر والبلدان المذكورة، حالة التدهور الإنساني التي تعرفها العديد من المناطق في هذا الفضاء الإفريقي الصحراوي، بعد تنامي ظاهرة الإرهاب والنزاعات المسلحة في عدد من دول الساحل كمالي على سبيل المثال، التي أدت إلى تفاقم المشاكل المرتبطة بالأمن الغذائي المنقوص وانتشار الأمراض المتنقلة، بسبب حالات النزوح للمتضررين في المناطق الحدودية وفي ظروف إنسانية مزرية تتطلب التواجد المستمر للمنظمات الخيرية لتأمين المساعدات للنازحين، كالأغذية والأفرشة والأدوية والخيام. وعين مقر الهيئة في المقر الحالي للهلال الأحمر الجزائري، الكائن بالجزائر العاصمة، نظرا للخبرة الكبيرة التي يملكها الهلال الأحمر الجزائري في هذا المجال، خاصة بعد التدهور الأمني بمالي، ونزوح آلاف الهاربين إلى الحدود الجزائرية المالية، إذ يؤمن لهم بشكل دوري ومتواصل مساعدات إنسانية متنوعة بين مؤن غذائية وأدوية والمتطلبات الأساسية للحياة اليومية. ودعت الجزائر والدول العضو في المنظمة الإنسانية لدول الساحل، الفدرالية الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكذا اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الدولية للهلال الأحمر لتقديم دعمها.