طالبت تنسيقية النقابات المستقلة بضرورة استقلالية النقابات وحرية ممارسة العمل النقابي دون ضغوطات، مؤكدة أنها لن تتراجع إلى الوراء في حال استمرار الأوضاع، وقالت إن ”الاحتفال بخمسينية الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية لا يقتصر على الغناء والرقص فقط، بل يكون أيضا بالدفاع والنضال عن حقوق الموظفين”. نظمت تنسيقية النقابات المستقلة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالمدنية، حضرها قرابة 200 موظف من مختلف الأسلاك بمن فيهم المنتمون إلى قطاعي التربية والتعليم والعالي، مع مشاركة مكثفة للأسلاك العاملة في قطاع الصحة، وحضر هؤلاء وهم يرتدون مآزرهم، حاملين شعارات تندد بالمضايقات والضغوطات التي يتعرض لها النقابيون. وتزود رؤساء النقابات المستقلة المشكلة للتنسيقية بمكبر الصوت لما تناول كل واحد منهم الكلمة، واتفق الجميع خلال حديثهم إلى الموظفين الذين تجمعوا وسط الحديقة المقابلة لمبنى وزارة الصحة على لوم السلطات العمومية على ”تماديها في التجاهل واللامبالاة إزاء العمل النقابي وشروط ممارسته التي صارت من الممنوعات وإن كان ذلك يتم بصفة غير مباشرة، لكنه ظهر جليا هذه المرة مع توقيف رئيس نقابة النفسانيين الدكتور كداد خالد وإحالته على المجلس التأديبي وهو ما يعني التدخل المباشر، حتى وإن تناقلت بعض الصحف الصادرة أمس تصريح وزير الصحة جمال ولد عباس الذي نفى أن يكون توقيف المعني بالأمر تم بتوجيه أمر منه بذلك، معتبرا أن الدكتور كداد خالد مثله مثل باقي الموظفين إذا أخطأ ستتم معاقبته وإذا كان غير مخطئ سيتحصل على براءته”. وخلال تناوله الكلمة قال رئيس المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، إن حضور الوقفة الاحتجاجية ما هو إلا دلالة على التضامن، ومساندة الزميل المعاقب الذي سيمثل أمام المجلس التأديبي قبل يوم فقط من الاحتفال بخمسينية الاستقلال، الذكرى العزيزة على كل الجزائريين والشهداء وتضحيات 1.5 مليون شهيد حتى تعيش الجزائر الاستقلال بأتم معنى الكلمة، لكن الواقع المعيش ”لا يعكس ذلك لأن المقصلة لا تزال معتمدة لدى بعض ممثلي السلطات العمومية في ردع من يطالب بحقه، ويرفع صوته عاليا للحصول عليه”، مؤكدا أن الدفاع والنضال مستمر. وبدوره ندد رئيس المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي، رحماني عبد المالك، بالإجراء الصادر في حق الدكتور كداد خالد، مشيرا إلى أن ”رمزية الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال تتعارض وتتناقض مع ما قررته الإدارة الوصية في حقه بمثوله أمام المجلس التأديبي غدا الأربعاء، وهو مخالف تماما للمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتي تضمن للموظف بممارسة العمل النقابي الحر التي تقول السلطات العمومية إنها تحترمها وتتفنن في إعدادها وصياغتها وعرضها على الهيئات الوصية”. من جهته، قال الدكتور مرابط إلياس رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية إن ”الوقفة الاحتجاجية اليوم (أمس) لها نكهة خاصة، لأنها تنادي باستقلالية النقابات وضرورة حرية العمل النقابي وممارسته بدون ضغوط أو قيود، والاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال لا يجب أن تقتصر على الغناء والرقص فقط، وإنما تكون أيضا بالدفاع عن الحقوق، وهو ما يعكس تماما التناقض الموجود في خطاب السلطات العمومية حول ما نسمعه بتعزيز الحريات النقابية والذي يواجهه دائما القمع والتخويف، والتهديد بالفصل، والتدخل في شؤون النقابات، ومحاولة استنساخ نقابات موازية، والنظام يريد النقابات شكلا أما المضمون فيجب التخلي عنه”، مؤكدا أن هذا التكتل سيعمل على ترسيم وتوسيع هذا الفضاء النقابي. أما الدكتور كداد خالد رئيس نقابة الأخصائيين النفسانيين والمعني بقرار التوقيف والمثول أمام المجلس التأديبي، فقد أكد في كلمته أن الوقفة الاحتجاجية هي ضد ”الحڤرة والتهميش”، مشيرا بقوله ”ما ترونه مناسبا افعلوه، لا رجوع إلى الوراء”، و”يا ولد عباس يا وزير وقفتنا هي تحذير، كما سنبقى ندافع عن الجزائر بالمال والدماء ولا يرهبنا أي شيء لأن أجدادنا علمونا ولقنونا كيف نواجه الخوف”.