لم تعد تفصلنا سوى أيام قليلة عن انطلاق الحدث الرياضي الأهم في العالم وهو دورة الألعاب الأولمبية المرتقبة بالعاصمة البريطانية لندن في الفترة ما بين 27 جويلية إلى 12 أوت القادم، وبعد مرور أربع سنوات كاملة على خيبة أولمبياد بكين وخروج الجزائر دون أي إنجاز والاكتفاء بالمشاركة من أجل المشاركة، فإن العديد من مؤشرات التشاؤم تضل قائمة قبل انطلاق دورة لندن في ظل المشاكل الكثيرة التي تعاني منها الرياضة الجزائرية. من بين أبرز هذه المشاكل نجد فضيحة المنشطات التي تورط فيها كل من العداءين بوراس وبورعدة، وهي الفضيحة التي أثارت الصدمة وسط الشارع الرياضي الجزائري ما دام أنها الأولى من نوعها على هذا المستوى، كما أنها ستحرم الجزائر من مشاركة اسمين كان يعول عليهما الكثير من أجل الوصول إلى منصات التتويج. وبعيدا عن قضية المنشطات، فإن العديد من الأسماء المعول عليها والتي تملك خبرة كبيرة على الساحة العالمية ستكون غائبة عن المحفل بسبب فشلها في التأهل على غرار المصارع عمار بن يخلف نائب بطل العالم في الجيدو سابقا والذي كان يعتبر أمل الرياضة الجزائرية في تحقيق الميداليات في دورة لندن، حيث أن مستوى المصارع تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وبعدما كان ضمن قائمة المتأهلين بسبب تصنيفه ضمن أفضل المصارعين في العالم، إلا أن الأمور تغيرت فجأة ليجد المصارع الجزائري نفسه خارج الكوكبة بسبب عدم مشاركته في الدورات الدولية التي أقيمت الموسم الحالي، ليتنهي به المطاف في المشاركة في دورة أحياء خاصة بكرة القدم توج بها، بالرغم من أن الجزائريين كانوا ينتظرون تتويجها في محفل الأولمبياد. وغير بعيد عن عمار بن يخلف، فإن أسماء أخرى عرفت بمستواها الكبير، أصبحت خارج سرب المتأهلين للأولمبياد، واكتفت بالمشاركة في بعض الحفلات التي أقيمت مؤخرا بمناسبة خمسينية عيد الشباب والاستقلال. الرياضة النسوية سترفع المشعل في لندن و39 رياضيا فقط حاضرون من جانبها كشفت اللجنة الأولمبية الوطنية أن الرياضة الجزائرية ستكون ممثلة ب39 رياضيا في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام بالعاصمة البريطانية لندن بينهم 12 لاعبة في كرة الطائرة، وهو عدد قليل مقارنة بالدورة السابقة في بكين حيث شارك الوفد الجزائري بعدد أكبر من الرياضيين وأخذت الملاكمة حصة الأسد بمشاركة 8 ملاكمين، في وقت جاءت رياضة ألعاب القوى في المركز الثاني بستة رياضيين، بعد أن كانت المشاركة الجزائرية في ألعاب بكين بالصين ب14 عداء عقب الفضيحة التي هزت أم الألعاب بعد اكتشاف تورط الثنائي بورعدة وبوراس في تناول المنشطات. من ناحية ثانية سيكون الجيدو الجزائري ممثلا بمصارعين فقط عند النساء في سابقة هي الأولى في تاريخ هذه الرياضة، بعد أن عجز المصارعون الجزائريون عن اقتطاع تأشيرة التأهل إلى لندن. كما ستكون للمصارعة تمثيلا من خلال تواجد ثلاث مصارعين وفي قراءة أولية لعدد الرياضيين الجزائريين المشاركين في أولمبياد لندن القادمة فإن عدد الرياضيين الجزائريين في تقلص رهيب حيث كان الوفد الجزائري المشارك في ألعاب بكين الأخيرة مقدرا ب61 رياضيا شمل العديد من الرياضات، ما يؤكد أن الرياضة الجزائرية في تراجع رهيب. بالمقابل، كلفت المشاركة الجزائرية خزينة الدولة أكثر من خمسة ملايين أورو وهي المتعلقة أساسا بتحضير الرياضيين المتأهلين إلى لندن 2012 دون تناسي المنح الأولمبية التي تمنح للرياضيين وذلك لتوفير أحسن الأجواء والظروف، خاصة وأن الرياضيين الجزائريين المتأهلين إلى موعد لندن شاركوا في العديد من التربصات الخارجية.