تختلف طقوس الزواج عند طوارق الاهقار عن غيرها من مناطق الوطن بحيث تحمل خصوصية هذا المجتمع الضارب في التاريخ على امتداد قرون وعقود إذ يتأخر سن الزواج لدى شباب الطوارق إلى ما بعد سن الثلاثين بالنسبة للرجال وسن الخامسة والعشرين بالنسبة للمرأة وعادة ما يقوم والد العريس بالخطبة أو ”ابادراهن” بحيث يقصد والد الفتاة وبقول له ”أريد خيمة وحصير لولدي”، مما يعنى أنه يطلب البنت للولد وفي حالة الموافقة يتم التفاوض على مهر العروس الذي يحدد عادة استنادا إلى أعراف القبائل التي تنتمى لها المرأة والرجل الخاطب فمهر المرأة النبيلة أو من علية القوم ”الكل غلا” يكون سبع نوق، وإذا كانت المرأة ”الدج غالي” أوالإتباع فمهرها ثلاث نوق أما إذا كانت من القبائل ”الامراد” فمهرها ناقة واحدة وبعض رؤوس الماشية بينما تعهد للزوج أمر إعداد الخيمة ومن التقاليد التي كانت معروفة ومتوارثة لدى المجتمع الترقي أنه يتم ليلة العرس إعداد الخيمة ووضع كومة من الرمل تكون حاجزا بين الزوجين لمدة ثلاث أيام لا يقرب خلالها الرجل المرأة ويقال في تقاليد المنطقة أن الليلة الأولى تكون المرأة أختك وفي الثانية تكون أمك وفي الثالثة تصير حماتك وفي الليلة الرابعة تصير زوجتك ومن عادات الطوارق أيضا أن مراسيم الزواج تتم عند أهل المرأة وتمكث بها مدة سنة وقد تمتد إلى خمس سنين تعكف خلالها على إعداد جهازها ومستلزمات خيمتها أوبيتها وبعد انقضاء المدة تزف المرأة إلى بيتها الجديد في حفل خاص يرافقها خلاله زوجها وتكون مرفقة بعدد الأبناء الذين أنجبتهم وطوال هذه المدة يكون الرجل مجبرا على العودة إلى خيمة أهله خلال تردده على بيت أهل زوجته. ويفسر أهل المنطقة هذه التقاليد بكونها تدريب على تحمل المسؤولية والتعرف بشكل عميق على طباع الشريك وهذا حفاظا على رباط الزوجية مستقبلا.