تعيش العائلات المحلية بوادي سوف، هذا الصيف، جحيما حقيقيا بسبب الإنقطاعات المتكرّرة للتيار الكهربائي التي أفسدت عليهم متعة الراحة في بيوتهم، بعدما تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية وكادت تحرق جلود السكان الذين لم يجدوا مكانا يقصدونه لنسيان هذا الواقع المر، خاصة بعدما عجزت مصالح سونلغاز عن إيجاد حل مناسب لأزمة الانقطاع التي كانت وراء الإحتجاجات اليومية في البلديات. ما ضاعف معاناة السكان تزامن شهر الصيام مع فصل الصيف الذي أرهق سكان المنطقة وأجبرهم على الخلود للراحة، حيث توقفت كل مشاريع البناء وحتى الأسواق تتوقف في حدود الساعة العاشرة صباحا، فالحياة منعدمة بدءا من الساعة الحادية عشرة صباحا، أما بعد الظهيرة فتكاد المنطقة تكون أشبه بالصحراء الخالية، خاصة بعدما حذرت الأرصاد الجوية وبعض الأوساط المحلية من مخاطر ضربات الشمس في هذا الفصل الحار وشهر الصيام. ويكافح السكان في هذه المنطقة الصحراوية من أجل البقاء بعدما أضحت حياتهم مهددة بالاندثار، بسبب لهيب الحرارة أثناء توقف المكيفات وغياب الكهرباء عن بيوتهم. وحسب شريحة واسعة من سكان وادي سوف، فإن المشكل يتجدد كل صيف لكن هذه السنة تضاعف بشكل لافت للانتباه، خاصة أن انقطاع الكهرباء انتقل إلى الليل أيضا وحرم السكان متعة الإفطار على مائدة رمضان ودفعهم للإفطار على ضوء الشموع. دفع هذا الوضع شبانا بعدة بلديات للخروج للشوارع للتعبير عن غضبهم وسخطهم حيال هذا المشكل العويص الذي أثقل كاهلهم، حيث قام شبان بلدية حساني عبد الكريم وبلدية الدبيلة بقطع الطريق الوطني رقم 48 ومنع السيارات من المرور، بعدما أضرموا النيران في العجلات المطاطية نتيجة غياب الكهرباء عن بيوتهم لأكثر من 8 ساعات متواصلة، ودفع السكان للإفطار على ضوء الشموع العجلات المطاطية المشتعلة في الشوارع والطرقات والعبرة عن غضب السكان الذين تحوّلت حياتهم لجحيم وتكرر المشهد ذاته بعدّة بلديات، على غرار البياضة والرباح وغيرها. ونقلت جهات محلية تخوفها من انفجار الوضع في الأيام القليلة القادمة في حال تواصلت الأزمة بهذا الشكل، خاصة أن القطع يتمّ لنحو 4 أو 5 مرات في أقل من ثلاث ساعات بعد الظهيرة وقبل العصر، وهو الوقت الذي تكون فيه العائلة المحلية السوفية في البيت وخالدة للنوم. وأمام هذا الوضع، يطالب السكان السلطات المركزية في البلاد، بالتحرك العاجل وإيفاد لجان تحقيق حول تفاقم أزمة الإنقطاعات المتكرّرة في الكهرباء التي أثقلت كاهل السكان، خاصة أن غضب الشبان باتت في تصاعد ولم تعد دعوات العقلاء من سكان المنطقة تنفع..