تخلص أولياء التلاميذ من أزمة العثور على مآزر زرقاء ووردية، بعدما تساهلت المدارس مع التلاميذ المتخلفين وألغت كل العقوبات المفروضة عليهم، وهو ما تسبب في خفض أسعارها بشكل ملحوظ، وسط ارتياح كبير من طرف العائلات. لم يعد من الصعب الحصول على مآزر للتلاميذ من أجل الدخول المدرسي، فآخر تعليمات من وزارة التربية تقضي بالتسامح مع التلاميذ الذين لم يتمكنوا من الالتزام بهذه الألوان، وإلغاء أية عقوبات عليهم والسماح لهم بالدراسة بشكل عادي، وهو ما جعل الأسواق تمتلئ عن آخرها بالمآزر بمختلف أشكالها وألوانها، ومع أن الكثير من العائلات لم تزل متمسكة بتعليمة الوزارة، غير أن بعضها فضلت استغلال قرار الوزارة لأخذ حريتها في اقتناء الألوان. الأولياء يهرعون بقوة لاقتناء الألوان المختلفة تخلى الأولياء عن الألوان الموحدة في اقتناء مآزر أبنائهم، بعدما لمسوا تراجعا من طرف المؤسسات التعليمية بخصوصها، خلال الموسم الدراسي الفارط، ذلك ما تبين من خلال جولة استطلاعية قامت بها “الفجر” في بعض أسواق العاصمة على غرار “ساحة الشهداء” وسوق “علي ملاح”، فحسب الكثير من الأولياء الذين استوقفتهم “الفجر” فإن الألوان كلها أصبحت مسموحة في المدارس، فالسيدة حليمة على سبيل المثال تقول في الموضوع “احترت كثيرا السنة الماضية في الحصول على مآزر وردية لبناتي، لأتفاجأ بهن يخبرنني أن كل الألوان التي يرتديها زملاؤهن أصبحت مقبولة، وهو ما جعلني هذه المرة أقتني الألوان بكل حرية دون التقيد باللون الوردي”. نفس الشيء بالنسبة للسيد كمال الذي تعمد هذه المرة بأن يشتري لأبنائه ألوانا مختلفة، لأنه وبعد عناء طويل السنة الماضية ورحلة بحث من مكان إلى آخر عن اللون الأزرق، وجد أن المدارس تراجعت عن قرارها وقبلت بالتجاوزات. بورصة المآزر الوردية والزرقاء تتراجع وفي نفس السياق، لاحظنا تراجعا واضحا في أسعار المآزر الوردية والزرقاء التي لم يتجاوز سعرها ال600 دج، كما أن المنتجات الصينية وصل سعرها إلى 450 دج وهو ما لاقى استحسان الأولياء، بعدما وصلت إلى أسعار خيالية في المواسم الدراسية الماضية التي تزامنت وصدور تعليمة توحيد المآزر، الأمر الذي لاقى ارتياحا كبيرا من طرف العائلات التي أثقلتها أعباء المناسبات المتتالية ومصاريفها. وحسب أحد البائعين فإن الإقبال على المآزر الوردية والبيضاء يعرف تراجعا قياسيا هذه السنة، فالكثير من الأشخاص جاؤوا للبحث عن ألوان أخرى، وهو ما تسبب في خفض الأسعار بشكل ملحوظ، والتي لم تتجاوز 600دج في معظم الأسواق. من جهة أخرى فقد مكن كل العائلات من اقتناء اللوازم التي تتوافق ومستواها المادي، فمثلما هناك الأسعار المعقولة، توجد المآزر المستورة والتي يتجاوز سعرها الألف دينار، واهم ما سجلناه هو ارتياح الأولياء وتخلصهم من مشكل المآزر الذي أرهق كاهلهم لسنوات منذ صدور التعليمة قبل ثلاث سنوات من الآن. التراجع عن معاقبة التلاميذ شجع الأولياء على التغيير وعن الأسباب التي جعلت الناس يتخلون عن الالتزام بهذه التعليمة، أرجع الكثيرون ذلك إلى إعلان وزير التربية خلال السنة الدراسية الفارطة، بأنه لن يتم معاقبة التلاميذ الذين عجزوا عن توفير مآزر باللونين الأزرق والوردي، عكس ما كان منتظرا حينما شدد العام الذي سبقه الذي شهد بداية تطبيق المشروع، بأنه سيتم تطبيق القرار بصرامة بداية من ذلك الموسم، وهو ما اعتبره الكثير من المواطنين تراجعا ضمنيا عن مشروع “توحيد المآزر”، ذلك ما لمسناه من خلال استطلاعنا في صفوف المواطنين، الذي اعتبروا أن مشروع توحيد المآزر فاشل منذ بدايته، فالدولة حسب الكثيرين منهم لم تتمكن من تغطية كل عدد المتمدرسين بالمآزر الموحدة.