شرعت وزارة التربية الوطنية وبالتعاون مع سفارة فرنسا بالجزائر، في بحث سبل تطوير عملية تدريس اللغة الفرنسية بالمؤسسات التربوية، على إثر النتائج الكارثية التي يسجلها 8 ملايين تلميذ مع كل موسم دراسي، والحل حسب خبراء تربويين من فرنسا هو إدراج السمعي البصري كوسيلة فعالة في تعميق الفهم الشفوي للغة الفرنسية كلغة ثانية في المرحلة الابتدائية. وشدّد المشاركون في أشغال لقاء جهوي نظم بسطيف حول ”الفهم الشفوي للغة الفرنسية في المرحلة الابتدائية”، حيث أوضحت أنريات آلاغر، من فرنسا مؤطرة اللقاء والخبيرة التربوية أن الانفتاح على أساليب جديدة في التدريس وإدراج الوسائل التعليمية الحديثة في العملية التربوية خلال المرحلة الابتدائية له تأثير ”مباشر”، على تعميق الفهم لدى التلميذ وبالتالي تحقيق الأهداف المعرفية والسلوكية لهذا النشاط التربوي. وأضافت أن استعمال هذه الوسائل خاصة ما تعلق منها بالسمعي البصري كأشرطة الفيديو والأقراص المضغوطة وغيرها ”يضمن الزيادة في المشاركة الإيجابية للتلميذ وتنمية قدراته على التأمل، الملاحظة وتحفيز الخيال لديه فتصبح لديه الرغبة في التفكير، التعلم والبحث بدلا أن يكون متلقيا ”سلبيا” للمعلومات”. وبعد أن اعتبرت أن اللغة الشفهية ”أساسا مهما” من أسس النمو اللغوي في المدرسة الابتدائية والوسيلة ”الأساسية” للتعليم في السنوات الأولى من التعليم لدى الطفل، أشارت المتدخلة ذاتها أن التلميذ داخل القسم خلال هذه المرحلة بالذات يعتمد أكثر على الاتصال الشفوي، خاصة إذا ما تعلق الأمر بلغة أجنبية عليه ”مما يحتم على المدرس اختيار أنسب الطرق، الوسائل والفنيات التدريسية لتحقيق الأهداف المرجوة”. ومن جهته أوضح المفتش بوزارة التربية الوطنية توفيق حاجي، على هامش هذا اللقاء الذي يعد بمثابة أيام تكوينية ستدعم بورشات تطبيقة طيلة 5 أيام أن هذه المبادرة ”ستسمح بالارتقاء بمستوى التعليم من خلال إطلاع المفتشين على تجارب الخبراء في المجال في الدول المتقدمة، خاصة ما تعلق منها بالأدوات والوسائل الحديثة لتعليم اللغة”. وسيشرف المفتشون المشاركون في هذه الأيام التكوينية بدورهم على نقل هذه التجارب والخبرات إلى المدرسين كل في مقاطعته وذلك من خلال عقد ندوات تكوينية، حسب ما أشار إليه المسؤول نفسه. ويأتي هذا اللقاء -حسب حاجي- بمبادرة من مديرية التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية، كما يندرج في إطار التعاون بين وزارة التربية الوطنية والسفارة الفرنسية بالجزائر، بغية تحصيل الآليات البيداغوجية وتحسين أداء التدريس باستعمال آليات جديدة في تكنولوجيات الإعلام والاتصال لإدماجها في تدريس اللغة الفرنسية في المرحلة الابتدائية. ويحضر هذا اللقاء إلى غاية الخميس المقبل بثانوية ”أبو بكر قراوي” بحي تليجان، شرق سطيف، ما لا يقل عن 30 مفتش لغة فرنسية في الطور الإبتدائي لولايات سطيف، بجاية، برج بوعريريج، ميلة وڤالمة، إضافة إلى الخبيرة التربوية أنريات آلاغر من فرنسا.