يتوقع أن يصل حجم إنتاج المشتلة المنتجة للأشجار المثمرة والكروم بفرجيوة بولاية ميلة، خلال الموسم الجديد 2012- 2013، نحو 150 ألف شجيرة، أغلبها من شجيرات الزيتون، حسبما أفاد به مالكها بوقرزة مبروك. يعني ذلك، حسبما أفاد به ممثل عن المؤسسة الجهوية للهندسة الفلاحية بباتنة، وهي التي تعنى بالتنمية الريفية ودعمها، أن هذه المشتلة تسهم بجدية في تحقيق برامج التنمية الريفية بالمنطقة، بدليل أنها وفرت 132 ألف شجيرة للزيتون بنوعيه الموجه للمائدة والزيت خلال العام الماضي، وذلك ما سمح بغرس 1200 هكتار من الأراضي. وسمحت مشاركة هذه المشتلة في معرض إحياء اليوم العالمي للتغذية، أقيم يوم الاثنين بدار الثقافة بتقدير الجهد الذي تقدمه في الميدان هذه المشتلة الخاصة لصالح التنمية الريفية والفلاحية منذ إنشائها سنة 2000. و بدأت هذه المؤسسة الصغيرة المسماة “أمان” التي تقع بمنطقة “كرونة” بفرجيوة، وتشغل حاليا 10 أشخاص من بينهم مهندس فلاحي بإمكانيات بسيطة، حسبما ذكر صاحبها مبروك بوقرزة الذي نوه بالمناسبة بما حظي به من دعم من الدولة آنذاكو ما سمح باقتناء جرار ومحرك مائي إلى جانب قنوات السقي وشجيرات، أي بقيمة إجمالية قدرها ب1،5 مليون د.ج. ولا يخفي بوقرزة اليوم بالمناسبة تفاخره بما تم تحقيقه على صعيد تحسين إنتاج المشتلة التي تتربع على 8 هكتارات، والذي انتقل من 10 آلاف شجيرة فقط سنة 2000 إلى قرابة 70 ألف شجيرة في 2011 و 130 ألف في 2012. وتغطى هذه المشتلة الاحتياجات المعبر عنها حاليا على الصعيد المحلي كما يقول صاحبها، إلى جانب تسويق بعض من إنتاجها بولايات أخرى، مثل أم البواقي. ورغم اهتمامها المتخصص بالزيتون المتربع بولاية ميلة على 7 آلاف هكتار حاليا، إلا أنها تنتج أيضا شجيرات مثمرة أخرى، مثل التفاح والإجاص والرمان. وتشهد هذه الزراعات الجبلية خاصة تطورا واضحا منذ سنوات بدليل توفرها في السوق على مدى أشهر السنة. والملفت في الأمر أن صاحب المشتلة، البالغ من العمر اليوم 50 سنة، كان في الأصل معلما اشتغل بمدرسة ريفية ببلدية عين البيضاء حريش طيلة خمس سنوات، قبل أن يقرر تغيير نشاطه لخدمة الأرض وخوض فترة تكوين في المجال بكل من سطيف وڤالمة تحسبا للعمل الفلاحي المنتج. وقال “وجدت أن مهمتي ستكون أكثر نجاعة في المجال الفلاحي و في إنتاج الأشجار المثمرة وتحسين فرص الرزق بهذه المناطق الجبلية تزامنا مع برنامج الدولة لصالح التنمية الريفية”، معبرا كذلك عن إدراكه لبرامج الدولة في هذا الميدان. وتتوفر ولاية ميلة حاليا على برنامج لغرس 1500 هكتار من الأراضي بأشجار الزيتون لصالح سكان المناطق الريفية والفلاحين، حسبما علم لدى إطارات بمديرية المصالح الفلاحة.