لا تزال معاناة سكان حي بكيرة ببلدية حامة بوزيان، خاصة الجهة العلوية منها، مع أزمة النقل الخانقة التي تعرفها المنطقة منذ عدة سنوات متواصلة، حيث ذكر عدد من المواطنين أنهم يضطرون المشي ما لا يقل عن نصف ساعة يوميا، نظرا لرفض أصحاب سيارات الأجرة الذهاب لأعالي الحي بسبب الاهتراء الكبير الذي تشهده الطريق المؤدية إليه. السكان وفي حديثهم معنا أكدوا أن مشاكل النقل لا تتعلق بغياب وسائل النقل داخل النسيج الحضري فحسب، وإنما تكمن معاناتهم الحقيقية في التنقل من الحي إلى مدينة قسنطينة، سيما وأن غالبيتهم موظفون بها، قائلين بأن مشكل التهيئة دفع بالكثير من سائقي سيارات الأجرة إلى تغيير خط نشاطهم نحو وجهات مغايرة، الوضع الذي جعل السكان يعتمدون في تنقلاتهم اليومية على سيارات "الفرود" التي أضحت ملجأهم الوحيد، في ظل ندرة الحافلات، غير أن الرقابة التي فرضتها الجهات الأمنية على نشاط هاته السيارات، من خلال وضع حواجز أمنية عند مدخل باب القنطرة بوسط المدينة، جعل أصحابها يتوقفون بعدة أمتار قبل الحاجز الأمني وتحديدا على مستوى أحد النقاط القريبة من محطة البنزين المتواجدة "بالكورنيش"، وهو الأمر الذي كثيرا ما تسبب في اختناق حركة المرور التي جعلت مستعملي هذا الطريق في حالة استهجان دائم لهذه الوضعية المحفوفة بالمخاطر سواء تعلق الأمر بسائقي المركبات أو المواطنين الذين اتخذوا من هاته السيارات وسيلة لتغطية تحركاتهم، فضلا عن المخاطر التي تتربص بالزبائن جراء عدم توفر معايير السلامة والأمان ما يتيح إمكانية تعرضهم لحوادث المرور المميتة من جهة، واعتداءات المنحرفين من جهة أخرى، سيما عند أوقات المساء لتحقيق مآربهم الشريرة تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء. وأفاد مسؤول بمديرية النقل أن مشكل النقل ببكيرة ليست له علاقة بنقص الحافلات، وإنما بغياب التنظيم، وعدم جدية سائقي سيارات الأجرة الذين يرفضون العمل على خط بكيرة فاسحين المجال لسيارات "الفرود".