اتهم نواب بالبرلمان المغربي الجزائر نهاية الأسبوع الجاري، بمحاولات تهميش المغرب و”تسويق نفسها كقوة أولى في مواجهة الإرهاب”، مؤكدة على الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني المشاركة في التدخل العسكري بشمال مالي الذي ترفضه الجزائر وتسعى جاهدة لتغليب منطق التفاوض. دعا نائب برلماني مغربي، القوات المسلحة الملكية المغربية إلى المساهمة في الهجوم المرتقب على شمال مالي، والذي تقود حملته الدعائية فرنسا، لتطهير شمال مالي من الجماعات المسلحة التي تسيطر على تلك الرقعة، خاصة بعد اختطاف رعية فرنسي آخر بحر الأسبوع الماضي غرب مالي. وطالب البرلماني المغربي، أبوغالي، في اجتماع اللجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب المغربي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بالقيام بدور كامل لإفشال ما وصفه ”محاولات تهميشه من طرف الجزائر التي تسعى إلى تسويق نفسها كقوة أولى في مواجهة الإرهاب” على حد تعبيره. وبرر ذات النائب مطالبه بضرورة المشاركة بقوات عسكرية في الهجوم المرتقب على شمال مالي، بتجنب انعكاسات ما وصفه ب”الوضع الخطير الذي تشهده المنطقة المحتلة من طرف الجماعات الإرهابية على استقرار المغرب”. ويعتبر المغرب نفسه معنيا بهذه الحرب، لأنه كما يسوق على لسان محلليه، معني بشكل مباشر بالوضع الحالي في شمال مالي، لأنه يعتبر نفسه ”في الواجهة وهو معبر مهم إلى أوروبا وهو وجهة للهجرة السرية”، كما يستند المغرب في محاولاته ليكون القوة الإقليمية رقم واحد في حل مشاكل المنطقة - دون الاهتمام كثيرا بالنتائج - على ”دعوة الخارجية الأمريكية في تقريرها الأخير الدول المغاربية المعنية بالنزاع في شمال مالي إلى المساهمة في مواجهة خطر الإرهاب بالمنطقة”. ورغم رفض الجزائر للتدخل العسكري في شمال مالي، و تأكيدها على ضرورة استنفاد جميع الحلول السلمية، خاصة بعد نجاحها في إقناع حركة أنصار الدين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع السلطات المركزية في باماكو، وتشاطرها في موقفها تونس كما عبرت عنه الرئاسة في بيان وقعه منصف المرزوقي، كما رفضت الجزائر جملة وتفصيلا الموافقة على قواعد عسكرية في الجنوب الجزائري كما طالبت دول كبرى، إلا أن المحاولات المغربية البائسة تبقى تبحث عن موطئ قدم لها في الملف خدمة لملفات أخرى يسعى المخزن إلى حسمها لصالحه. يذكر أن ”الفجر”، كشفت مؤخرا عن اجتماع ضم قيادات أمنية مغربية مع قادة لدول 5+5 بالمغرب، ناقشوا خلاله خططا للتدخل العسكري في شمال مالي، كما تحادث وزير الدفاع الإسباني في اليومين الماضيين مع عسكريين وسياسيين مغاربة حول الأوضاع بشمال مالي وسبل طرد الجماعات المسلحة من هناك. يذكر أن المغرب شارك مؤخرا في اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في العاصمة النيجيرية أبوجا، والذي حضرته الجزائر باعتبارها عضوا فعالا في المنطقة وفي دول الميدان ممثلة بالوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، والتي قررت إرسال قوات قوامها 3300 إلى شمال مالي، في انتظار القرار الأممي نهاية الشهر الجاري.