تعاني العائلات الجزائرية بالجنوب الليبي الأمرّين، في محاولتها التنقل إلى الشمال الليبي في ظل المضايقات الكبيرة التي تتعرض لها، وكأن الحدود مغلقة داخليا بين الشمال والجنوب عكس ما أعلنته السلطات الليبية مؤخرا حول غلق حدودها الجنوبية مع جيرانها الأربعة، وإعلان الجنوب منطقة عسكرية عملاتية لدواع أمنية. أكدت عائلات جزائرية بليبيا في شهادتها ل”الفجر”، أنها تفاجأت لما تداوله الإعلام حول قرار السلطات الجديدة في ليبيا مؤخرا غلق حدودها الجنوبية مع الجزائر ومالي والنيجر والتشاد بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب، وحدا من انتشار الأسلحة المهربة من مخازن القذافي، والتي تسرب جزء كبير منها نحو الجماعات الإرهابية، بمن فيهم إرهابيون في الجزائر وتونس، لأن الأمور تسير بشكل طبيعي جدا كما في السابق، ولم يحسوا بتغيرات جراء القرارات الأخيرة. وأضافت العائلات الجزائرية المقيمة بليبيا وتتنقل باستمرار بين الجنوب الليبي وبين وطنها الأم، أن الإجراءات استثنائية، معمول بها عبر المراكز الحدودية، مشيرين إلى أن تصريحات المسؤولين الليبيين مؤخرا حول اعتبار كل من يدخل ليبيا من دول الجوار دون المرور على البوابات جاسوس معمول بها قبل اليوم، وفق ما تنص عليه التشريعات، ما يؤكد أن عملية غلق الحدود هي إجراءات شكلية أكثر منها فعلية، والدليل اعترافات رئيس الحكومة الليبي مؤخرا حول تسرع ليبيا في غلق حدودها مع جيرانها، لاسيما وأن خبراء أمنيين يؤكدون عدم قدرة الجيش الليبي الناشئ على القيام بمهمة مراقبة الحدود، والدليل تعيين حاكم عسكري بالجنوب. من جهة أخرى، تحدثت العائلات الجزائرية في الجنوب الليبي عن صعوبة التنقل نحو الشمال بصورة تكاد تكون مستحيلة، مستغربين المضايقات التي يتعرضون لها خارج الجنوب الليبي الذي يقيم به عدد كبير من الجزائريين. وفي سياق متصل، أكدت ذات العائلات أن الإعلام الليبي تجاهل بصورة فاضحة زيارة رئيس الحكومة علي زيدان إلى الجزائر مؤخرا، رغم أهمية الزيارة، والحديث عن تقارب بين البلدين واتفاقيات أمنية لمواجهة خطر الحرب في مالي والساحل، وتدفق الأسلحة.