في اتصال هاتفي مع اللاعب السابق لاتحاد الحراش، أكد عبد القادر مزياني أن أداء الخضر في الكان الأخير كان كارثيا، نظرا لفقدان الخضر طريقة اللعب المعهودة في السنوات الماضية، والمتمثلة أساسا في الكرات القصيرة التي كانت تشكل نقطة قوة الجزائر أمام المنتخبات الإفريقية. كيف تعلق على مستوى البطولة المحترفة الأولى لهذا الموسم؟ في حقيقة الأمر، ابتعدت كثيرا عن متابعة كرة القدم هذا الموسم، نظرا لعدة عوامل من بينها أن اللاعب المحلي الذي أصبح لا يقدم ما هو مطلوب منه فوق الميدان، لذا الأنصار أصبحوا يشاهدون بعض المباريات التي تكون في القمة، ما عدا ذلك فمعظم اللقاءات لا تزال تتسم بمستوى ضعيف رغم دخول الجزائر عالم الاحتراف منذ أربع سنوات. إذا كان ابتعادك عن مشاهدة البطولة المحترفة فهذا لا يعني أنك بعيد عن متابعة أخبار المنتخب الوطني الجزائري ؟ بطبيعة الحال فأي واحد منا يتابع أخبار المنتخب الوطني كلما تطلب الأمر ذلك، لأن المنتخب ملك الجميع، فرغم ابتعادي عن عالم الكرة كما قلت ذلك سابقا، إلا أن الأمر يختلف كثيرا لما يلعب الخضر مبارياتهم سواء الودية أو الرسمية، فتجدني من المتتبعين لأداء المنتخب بشكل كبير باعتباري لاعبا سابقا في البطولة الوطنية. إذن كيف تقيم أداء زملاء بودبوز في “الكان” الأخير؟ بكل صراحة الأداء كان كارثيا بأتم معنى الكلمة، نسمع كثيرا من يقول أن المنتخب قدم عروضا قوية رغم الإقصاء من الدور الأول، فهذا غير صحيح، لأن المنتخب الوطني فقد شيئا مهما، وهي الميزة التي كانت تميز الخضر سنوات السبعينات والثمانيات، لكن الآن غابت عن اللاعبين في الدورة الأخيرة. فما هي هذه الخصائص في نظرك التي غابت عنا في الدورة الأخيرة ؟ ليس في الدورة الأخيرة فقط، وإنما المنتخب ومنذ سنوات فقد الهوية التي كان يتسم بها، وهي اللعب القصير، فالآن لما أشاهد المنتخب يلعب المباريات ألاحظ أن المنتخب يلعب بطريقة ليست طريقتنا المعتادة، فالكل يندفع نحو الهجوم ونلعب كرات طويلة، دون أن نتمكن من استغلالها، إضافة إلى طريقة الدفاع التي أصبحنا ندافع بها لما نفقد الكرة، بكل صراحة هذه الطريقة غير مواتية تماما لطريقة لعب الخضر، وهو ما جعلنا نفقد الكثير، ولم نحقق أي شيء. هل ترى أن اللوم يقع على الناخب الوطني في ذلك والنتائج الأخيرة في الكان؟ لا، لا يجب أن نكذب على الشعب الجزائري ونحمل المسؤولية للناخب الوطني حاليلوزيتش، فطريقة كرة القدم الحديثة مستمدة من الطريقة القديمة لكل منتخب، فعلى سبيل المثال المنتخب الألماني محتفظ لحد الآن بطريقته المعهودة في تطبيق الخطة، فلما تشاهد هذا المنتخب الحالي للماكنات الألمانية ومنتخب السبعينات، فلا تلاحظ اختلافا، وإن حدث اختلاف فهو صغير، عكس المنتخب الوطني الذي غير طريقة اللعب بأكملها، وهو الخطأ التي يتحمله المسؤولون القائمون على الكرة القدم الجزائرية. كيف تقيم أداء اللاعبين المحترفين في نظرك؟ اللاعب المحترف يجب أن يستغل على حسب الطريقة التي يعتمدها المنتخب، فلا يمكن أن نحقق البطولات الإفريقية والكؤوس دون الرجوع إلى طريقتنا المعهودة، لأنها هي الأصل في ذلك، بعدها نستطيع أن نوظف اللاعبين المحترفين حسب ما نريد ونستفيد كثيرا من تجربتهم من أجل تقديم الإضافة للمنتخب الوطني الجزائري، لكن إذا كنا نظن أن جلب المحترفين سوف يجلب لنا الكأس فهذا شيء غير صحيح، وخطأ كبير أن نفكر بتلك الطريقة. وماذا عن اللاعب المحلي ؟ الآن اللاعب المحلي ضحية البطولة المحلية التي أصبحت لا ننتج اللاعبين الكبار، فلا يمكن أن ننجب لاعبين متميزين ويمثلون الجزائر أحسن تمثيل إذا كانت هناك بطولة غير كبيرة وضعيفة، فالعلاقة تكون متكاملة، فكلما كانت هناك بطولة قوية، يكون هناك لاعبون قادرون على الالتحاق بالمنتخب الوطني بسهولة مثلما كان يحدث ذلك في السنوات الماضية لما كان المنتخب مكونا من اللاعبين المحليين على غرار ماجر وبلومي وعصاد وغيرهم. هل أنت متحسر على تضييع الجزائر لقبا قاريا هذا العام بعد إقصائها من الدور الأول ؟ بطبيعة الحال، لأن البطولة بصفة عامة لم تكن قوية، لما تجد منتخب الرأس الأخضر يتأهل إلى الدور الثاني وبوركينافسو تصنع المفاجأة، فهذا لا يعني أن تلك المنتخبات كانت قوية، بالعكس فإن المستوى كان تحت المتوسط وأود أن أضيف شيئا مهما... تفضل... أين هي المنتخبات الكبيرة مثل الكامرون والسينغال وحتى المنتخب المصري. أعتقد أنه لو تأهل إلى كأس أمم الإفريقية الأخيرة، لكان قادرا على التتويج بها، بعد الأداء العام للكان الذي لم يكن كبيرا حسب تطلعات الجماهير الإفريقية. كيف ترى إذن المواجهة القادمة أمام المنتخب البنيني؟ الكرة عموما في إفريقيا تطورت، وأصبحت المنتخبات تظهر بشكل كبير وتخلق صعوبات، والمنتخب البنيني منتخب قوي والدليل على ذلك وجوده في قمة المجموعة برصيد أربع نقاط، فهذا المنتخب فاز على مالي في ميدانه وحقق تعادلا ثمينا مع رواندا، لذا أعتقد أن المواجهة ستكون صعبة للناخب الوطني حاليلوزيتش الذي سيكون مطالبا بالفوز حتى ينسي الشعب الجزائري خيبة الأمل في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة. إذن الخضر أمام مفترق الطرق أليس كذلك ؟ والله بما أن المنتخب الجزائري لا يزال يلعب بالطريقة التي شاهدناها في المدة الأخيرة، فيمكن القول أن الفوز ممكن لكن يبقى صعبا جدا، لأننا لا يمكن أن نتوقع ما سيحدث للاعبين، وهم الذين يلعبون بطريقة غير الطريقة التي يجب أن نعود إليها لتحقيق الانتصارات. نترك لك الكلمة الأخيرة للجمهور الجزائري والقائمين على الكرة الجزائرية؟ في حقيقة الأمر أتمنى أن يتمكن المنتخب الوطني من التأهل إلى كأس العالم بالبرازيل، حتى ينسينا الكارثة التي وقعت في الكان الأخير، وأن يؤدي اللاعبون دورا كبيرا في الميدان ويتمكنوا من تقديم أداء كبير، حتى يدخلوا الفرحة إلى قلوب الأنصار الذين يستحقوا كل الخير لوقوفهم الدائم مع منتخبهم.