بن جانة: "هناك من يفضلون الحرب الأهلية على الوحدة الترابية" حذر الخبير الأمني، أعمر بن جانة من الأزمة المفتعلة بشمال مالي، و”الحرب الأهلية العرقية” بين العرب والطوارق، التي تزيد العبء أكثر على الجزائر نظرا للروابط الاجتماعية والتاريخية والجغرافية بين البلدين، مؤكدا أن ”الأشرار يزرعون الفتنة ولا علاقة لما يحدث بالوحدة الترابية لمالي التي يتشدق بها المجتمع الدولي”. كشف الدعم المفضوح لباريس للحركة الوطنية لتحرير أزواد في تجاوزتها ضد عرب شمال مالي مخططاتها في مالي، وسقوط شعار ”الوحدة الترابية” التي تحججت به للتدخل عسكريا في مالي، حيث تفيد الأنباء الواردة من هناك بدأت عن حرب أهلية ستؤزم الأوضاع أكثر مما هي عليه، خاصة على الجزائر التي تضررت كثيرا اقتصاديا وتلوح في أفق فاتورة اجتماعية أخرى باهظة نظرا للعلاقات الكبيرة بين عرب وطوارق شمال مالي بعرب وطوارق الجزائر، والأكثر أن عمليات الاقتتال تتم في صورة بشعة جدا، حيث الذبح بالسكاكين والاغتصاب وقطع الطرق أصبحت أهم عناوينها. وفي اتصال مع ”الفجر”، أكد العقيد السابق في الجيش الجزائري، أعمر بن جانة، أن لا علاقة بما يحدث في شمال مالي بالوحدة الترابية التي تتكلم عليها فرنسا وحلفائها، وأن المعطيات الحالية تؤكد أن الأمر في حقيقته ”حرب أهلية في المنطقة، وفق سياسية فرق تسد”، مشددا على أن هذا الأمر لا يخدم سكان شمال بأي حال من الأحوال، لأنه يتوجب في مثل هذه المرحلة توحيد الصف لتحقيق مطالبهم الاجتماعية ومحاربة الفقر والتهميش الذي ظل سكان المنطقة يعانون منه. يذكر أن الحركة العربية الأزوادية، اتهمت أمس الأول في مؤتمر صحفي، بنواقشط، فرنسا ب”الانحياز لصالح مجموعة إثنية أزوادية (الطوارق) ضد مجموعة إثنية أزوادية أخرى (العرب)، مؤكدة أن الطيران الفرنسي قصف الآليات العسكرية وحملة السلاح العرب قبيل سيطرتهم على مدينة الخليل قرب الحدود الجزائرية”، قائلة إن ”الحركة الوطنية لتحرير أزواد (طوارق) قامت عمدا بالعدوان على السكان المدنيين العرب المسالمين، بمن فيهم النساء والأطفال المقيمون في مدينة الخليل على بعد 16 كلم من مدينة برج باجي المختار الجزائرية”. وقال الأمين العام للحركة العربية، ولد سيد محمد إن ما قامت به الحركة الوطنية لتحرير أزواد ”فجّر صراعا عرقيا بين مجموعتي الطوارق والعرب الأزواديتين”، مشيرا إلى أن عواقبه ستكون بالغة الخطورة على الشعب الأزوادي، بل وعلى شبه المنطقة برمتها”، واصفا ما قامت به الحركة الوطنية بأنه كان ”عدوانا غير متوقع وغير مسبوق في المنطقة”.