أكد خبراء أفارقة مخاوف الجزائر من التدخل العسكري الفرنسي في مالي وتداعياته على المنطقة برمتها، حيث اتهموا باريس بتعميق أزمة الإرهاب أكثر في منطقة الساحل بعد تدخل قواتها التي زادت من الفوضى التي كانت سائدة، وخلف فاتورة كبيرة من الضحايا المدنيين الذين التهمتهم آلة التمييز العرقي، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد رحيلها كلية. ضبطت باريس مبدئيا رزنامتها للخروج من مالي رغم أنها لم تطهر المنطقة، كما كانت تنادي قبلا من الإرهابيين، الذين سارعوا بعد الإعلان عن مقتل واحد من أخطر قادتها الميدانيين إلى تعيين قيادي آخر لا يقل خطورة وسط توترات إقليمية في دول الجوار، أين تعاني ليبيا من نشاط مكثف للمليشيات وتونس من زحف السلفية المتشددة بعد إعلان أحد شيوخها بحرب لا تنتهي على الحكومة التونسية، وفي وقت يستعد فيه هولاند إلى سحب قوات بلاىده، اتهم خبراء باريس ”باستغلال الوضع في مالي وتحريض المجتمع الدولي واعتبروا أن ما يحدث فيها إرهاب، وأن فرنسا كانت تسعى منذ البداية إلى الفوضى وتغذية الإرهاب”. وأكد الخبراء في ندوة بالخرطوم أن التدخل الفرنسي في مالي جاء لفرض نفوذها في المنطقة، واستغلال الثروات واحتكارها، ومنع أية دولة أخرى من الاستفادة منها، مشددين على ضرورة تدارك الأزمة الناجمة عن التدخل الأجنبي في مالي ، حيث دعا خبير الشئون الإفريقية الغيني كمارا عباس في ندوة بعنوان ”أزمة دولة مالي.. تطوراتها ومآلاته” إلى ضرورة إقامة مؤتمر دولي حول مستقبل إفريقيا، يتناول التحديات الاقتصادية والأمن والدفاع والحدود وعلاقة أفريقيا بالمجتمع الدولي، وأن يضطلع الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وهيئة علماء المسلمين، بإعادة الاستقرار إلى مالي لتفادي المخاطر في المحيط الإقليمي لأنه سوف يكون لها بعد على الساحل الإفريقي والدول الإسلامية، مشددا على ضرورة تحقيق الأمن والسلام قبل فوات الأوان، خاصة وأن فرنسا باتت أهدافها واضحة في القارة السمراء”. بدوره أكد الدكتور الاقتصاد والعلوم السياسية السوداني حسن سيد سليمان، ”أن الأزمات الإفريقية لابد من أن تحل من خلال البيت الأفريقي، وأن مالي تحتاج إلى تشاور جماعي مع المنظمات الإقليمية على أن يتم استبعاد الجانب الدولي لأنه يعقد الأمور لصالح خدمات مصالحهم وأجنداتهم”، متهما فرنسا ضمنيا ببث الفوضى في الساحل لخدمة أهدافها وطموحاتها الاستعمارية.