الدبلوماسيون الجزائريون المحتجزون بمالي على قيد الحياة إنشاء وحدات تدخل بإفريقيا لإنهاء أزمة مالي قريبا طمأن وزير الخارجية، مراد مدلسي، الجزائريين بخصوص صحة الرئيس بوتفليقة، وأكد أن القاضي الأول في البلاد بخير، وقال إن ”وزارة الخارجية تؤكد أن الرئيس بوتفليقة يتابع يوميا مختلف التطورات الحاصلة بالجزائر، ويواصل توجيه التعليمات اللازمة”، في وقت أكد أن الرهائن الجزائريين المختطفين في شمال مالي، لا يزالون على قيد الحياة، وهم بصحة جيدة. أوضح، أمس، مراد مدلسي، خلال استضافته في حصة ”نقاشات ”على القناة الإذاعية الدولية، أن الدبلوماسيين الجزائريين المحتجزين من قبل جماعة الجهاد والتوحيد، يتواجدون في صحة جيدة، و”أن المصادر المتوفرة تؤكد أنهم على قيد الحياة”، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية تعمل ما في وسعها لتحريرهم وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم، وأضاف أن الجزائر لا تزال متمسكة بموقفها الرافض لدفع الفدية للجماعة الإرهابية، ونجحت في دفع دول كثيرة إلى تبني هذا الموقف، وإن كانت الطريق حسبه، لا تزال طويلة لإقناع البقية. وبخصوص الملف المالي، أكد الوزير أن الحرب في مالي دفعت الجماعة الإرهابية إلى الفرار إلى بلدان أخرى، مبرزا ضرورة أن تتحد كل الدول الموجودة بالإقليم، والمعروفة بدول الساحل لمحاربة الإرهاب، ونوه إلى أن الحدود مع ليبيا وتونس مؤمنة بفضل التنسيق بين البلدان المغاربية، وصرح بأنه من واجب الجزائر تدعيم دول الجوار كما كان حاصلا في السنوات الماضية، موضحا أن مسألة ”كيدال” أصبحت هي الشغل الشاغل اليوم، خاصة مع توفر الجماعات المسلحة على سلاح من شانه أن يلهب المنطقة، ”الأمر الذي يفرض على الجزائر دعم الحل التفاوضي للخروج بحل سلمي”، مشيرا إلى أن الرئيس البوركينابي يقود مفاوضات بين جماعة من ”كيدال” وحكومة مالي، لإنهاء المسألة، وكشف عن تعاون كل من روسيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي مع الجزائر في نفس الاتجاه. وتابع مدلسي بأنه سيتم إنشاء وحدات تدخل في إفريقيا لإنهاء الأزمة في إطار هيئة الاتحاد الإفريقي، حيث تدخل حيز التنفيذ قبل نهاية 2013، مبرزا أن الجزائر معروفة بمواقفها الدائمة، ”فقد دعمت مالي، تونس، ليبيا وكذا النيجر، ومازالت تدعم اقتصاديا وعسكريا وأمنيا هذه الدول”، مستدلا بما أقدمت عليه الجزائر من مساعدات لمالي وليبيا بعد تعرضها لأزمات، وأوضح أن السلطات الجزائرية سبق وأن قدمت مساعدات عسكرية ومالية لحكومة مالي، وأقدمت على تكوين شرطة ليبية وذلك لتمكينها من مواجهة التحديات الأمنية، وأشار إلى أن الجميع يرتقب الشيء الكثير من الجزائر، التي أصبحت تحظى بصدى إعلامي بفضل مواقفها، وذلك من خلال انتقال عدة وفود إليها في زيارات متواصلة بغية الاستفادة من خبرتها في مختلف المجالات التي أثبتت فيها نجاعتها، خاصة تجاه الدول العربية. وفيما يتعلق بموضوع سوريا، أكد الوزير أن اجتماع القاهرة سمح بظهور مواقف جديدة لعدة دول عربية، كانت في فترة ما تدعم العمل العسكري والعنف لتنحية بشار الأسد، هذه الدول حسبه، أدركت جيدا أن الخيار العسكري لا يمكنه إنهاء الأزمة، بل يؤزم الوضع أكثر، كما يمكنه تفجير كل منطقة المشرق العربي، حيث أضحى الجميع يستشهد بمواقف الجزائر الداعمة للحوار ووحدة سوريا. ... ويؤكد أن خطاب بوتفليقة صد رياح التغيير وفي السياق، أكد، أمس، مراد مدلسي، في كلمة قرأها بالنيابة مستشاره جمال الدين كريم، بملتقى الإصلاحات السياسية، أن خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هو الذي صد رياح التغيير عن الجزائر، وجنبها ثورات على النماذج العربية، وأكد أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة بفضل الإصلاحات السياسية التي قدمها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في سياق التحولات التي عاشتها المنطقة العربية، ”قناعة منه أن ظروف وتاريخ الجزائر تقتضي تغيير هادي وحكيم”. وأوضح مدلسي، في كلمته، أنه آن الأوان للمضي قدما في النظام الديمقراطي، موضحا أن خطاب بوتفليقة الأخير، أشار بطريقة واضحة إلى الظروف الإقليمية التي تعيشها المنطقة ورد رياح التغيير، من خلال الأخذ بعين الاعتبار التحولات الجارية ضمن ديناميكيات التغيير التي تسعى الجزائر لخوض غمارها، مذكرا أن الجزائر خاضت تغيير ديمقراطي وانتهجت مسار ديمقراطي صحيح منذ عقدين، بفضل الانفتاح السياسي، في وضع إقليمي ودولي مغاير عما نعيشه اليوم، وقال إن هذه الجرأة تحمل أخطارا دفعت الجزائر من خلالها ثمنا باهظا.