اشتريت كتابا عن طريق الخطأ للكاتب المصري أحمد خالد توفيق، بعنوان ”يوتوبيا” ظنا مني أنها الرواية الأخيرة والتي لم أسمع بها لعلاء الأسواني، لأن هذا الأخير استخدم كحيلة تسويقية ملفتة، بحيث جعل اسم علاء الأسواني في الأعلى وهو المكان المعتاد لكتابة اسم المؤلف، تحت مقولة بخط صغير تقول: ”رواية بديعة تشكل بلا شك إضافة حقيقية لفن السرد العربي”. وبالتأكيد لن تقرأ ذلك وأنت المصاب بلهفة اقتناء الكتب خاصة عندما تدخل مكتبة عالمية مثل virgin وتعرف أن دار النشر هي دار بلومزبري العالمية أيضا ومؤسسة قطر للنشر. تذمرت طويلا فيما بعد، ولكن كان لابد من قراءة هذه الرواية التي سقطت في مكتبتي كما القدر، وبالفعل كانت بالفعل إضافة سردية مهمة. وهذا لاحتوائها على فكرة جميلة مفادها أن مصر في السنوات القادمة ستخلق نوع من المجتمعات المغلقة تعيش فيها الأقلية التي تملك المال، وتترك باقي مصر للخراب الشامل. لطالما لم تعجبني الروايات التي تهرب بالزمن، وتتوزع في الخيال العلمي. لم أكن أحب فيها تلك الغرابة المهولة والوجدان الضائع، لذا أردت فقط أن الفت اهتمامكم إلى أمر مهم وهو أن الروايات التي تكتب المستقبل ليست تكتب التكنولوجيا والسبرنطيكية الموغلة في دمار الإنسانية. أحمد خالد توفيق كتب رواية لا يمكن أن تقول عنها خيال علمي، وإنما خيال وجداني، لانه شرح وجدان الإنسان المصري المنتمي إلى طبقتين، إلى اليوتوبيا الغنية والتي تخاف الثورات، والخراب الذي تعيش فيه باقي مصر بعدما عزل هؤلاء أنفسهم عن باقي المجتمع.. لذا يمكننا أن نسحب فكرة خيال علمي من الكتابات التي تتنبأ بالمستقبل.. لن يكون هناك شيء من كل الذي غرسوه في مخيلتنا.. هناك عذاب الإنسانية، هناك الخراب لا شك.