بطريقة قصصية مثيرة قدمت جمعية ”تاج الفنون” أول قرص مضغوط للأطفال يضم حكايات نابعة من التراث القصصي الشعبي الجزائري، بعنوان ”ألف محاجية ومحاجية” بلغة دارجة ترتقي لمفهوم الطفل الجزائري، تروي له قصصا اشتهرت بها ”الجدات” في الزمن الماضي، وبأسلوب شيق يتناسب مع التطور الفكري لأطفالنا وتجعلهم يغوصون في الزمن القديم، وتقرب لهم المفاهيم وإدراك السحر من الواقع نابعة أيضا من التراث المغاربي والأساطير العالمية. هذه القصص التي تساهم في مداعبة الطفل قبل النوم تمتاز بسيناريو مميز يعيش أبطالها، وهي مجموعة من الحيوانات، في غابة مألوفة، كما ساهم في تأليف هذه القصص مجموعة من الصحفيين تلقوا تكوينا في مجال القصصي للأطفال، معتبرين أن حكايات التراث الشعبي تتضمن حقائق وأساطير من الأدب الشفوي للمجتمع الجزائري، وهي ملامح ترددها الأيام جيلاً بعد جيل في مختلف المواسم والمناسبات. فالحكاية الشعبية كائن حي.. وله أجنحة.. يطير بها عابراً الحدود، بدون جواز سفر.. لذلك يرى فيها الطفل ملامح إنسانية عامة، إذ تتشابه، وتتشابك، وتنمو، وتحيا في أرجاء دنيانا: مثيرة، ممتعة، صالحة في كل مكان وزمان. وما يميز هذه ”المحاجيات” هي السلاسة في الحديث، ما يجعل الطفل ينساق وراءها بدون شعور، وهذا بعد أن يستمع لها على وقع لحن موسيقي يتناسب مع الأحداث المروية، هو جانب جمالي لطرح فكرة تتناسب والأساطير التي كانت ترويها ”شهرزاد لشهريار” إبان حقبة قديمة من الزمن.