فرقة الفردة تجربة فنية مميزة استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الفنية بقوة، حيث تمكنت من مزج الطبوع الغنائية الجزائرية المستمدة من التراث الوطني بلمسة صوفية، كما تعتبر الفرقة عماد الأعراس البشارية بالقنادسة وبهجة الحفلات العاصمية استضاف الفجر المعلم العربي عضو فرقة الفردة التي أحيت حفلا فنيا ساهرا بمناسبة شهر رمضان حيث تحدث عن تجربة الفرقة ومميزات الطابع الفني الذي تقدمه.. ما هي الفردة بالضبط؟ الفردة كانت موجودة مند القدم وكان اسمها العامة، أي تعم كل الناس الغني والفقير الكبير والصغير، المثقف والأمي، حيث يجتمع من يحفظ القصائد في مكان ما لتقديم حفل، وقد أطلقنا هذا الاسم على الفرقة نسبة للآلة الإيقاعية التي نعزف عليها بأيدينا قبل نهاية الأغنية، وقد قدمت ثلاثة توضيحات لهذا الاسم، بحيث قيل لنا أنه في القدم كان الشخص عندما يقدم على الزواج يدعو الناس إلى ما يسمى بالتقصيرة، مثلا ”رانا مقصرين عند فلان” ويتم وضع بلغة على الأرض، هذه الأخيرة تجمع ما يجود به القادمون لمساعدة صاحب العرس، أما التسمية الثانية فهي أنها لون غنائي فريد من نوعه، بالنسبة للتسمية الثالثة فيقال أنه في الزمن الماضي كان هناك في القنادسة يجلس الناس للعشاء وكانوا يأكلون في قصعة الكسكسي، لم تكن هناك مكبرات الصوت، فيتم قلب القصعات، ثم توضع فوقها الهيدورة، ويلبس العازف البلغة في يده حتى يضرب على القصعة فلا تؤلمه فتعطي صوتا مميزا خلال الحفل. ما هو سبب تميز الطابع الفني الذي تقدمونه؟ نحن نتميز دوما بالإيقاع الفريد من نوعه، والأمر الذي يميز الفرقة هو اللحظة التي نضع فيها كل الآلات الموسيقية جانبا عند اقتراب نهاية الأغنية، لنعتمد على آلة الفردة لنعزف على أنغام القباحي، وهو طبع فريد من نوعه، اما بالنسبة للألحان ففيها الكثير من الاجتهاد منا رغم أنها في الأصل قنادسية اللحن، وقد وجدنا القصائد التي أعطاها لنا الشيوخ من بينهم الشيخ الحاج محمد المجابي المدعو بالدرويش. ولدينا طريقة خاصة في العمل فقصيدة الفراجية نسميها ”يا كريم الكرماء” والتي نعطيها لحنا خاصا ينتمي للقنادسة، ويجعلها مميزة، وهنا أود التوضيح إلى إلا أننا لم نجد أي أثر لمن كان يلحن الأغاني، فقد وجدنا الأغاني ملحنة، وقد وجدناها في الفردة. ماذا قدمت الفردة للتراث؟ التراث إرث ينهل منه الجميع، فالكثير من الأصوات تألقت بإعادتها للاغاني التراثية، والتراث بحاجة إلى أصوات جيدة وعازفين جيدين يمكنهم الحفاظ عليه، فهناك تراث جيد إلا أن طريقة عرضه للأسف ليست في المستوى، إلا أن الفردة تعتبر هذا الأمر من أولوياتها فالتراث عزيز جدا ونسعى لتقديمه في أبهى حلة. كيف تكونتم فنيا؟ نحن في القنادسة وبشار لم يكن لنا الحظ في الدخول للكونسرفاتوار، فقد اعتمدنا على أنفسنا في التكوين فكلنا عصاميون، وأكثر من هذا فقد كان أفراد العامة في القديم يحرمون الأطفال والشباب من مشاهدة الحفل، باعتبار أن القصيدة تحتاج إلى الانتباه والصمت، ورغم أني كونت فرقة السد في الثمانينيات وهي التي أخرجت الشيخ بن بوزيان من تراث الفردة وقدمناها بتوزيع شبابي، وفرقة الحسناوة، ناس الغيوان، جيجي لالا، إلا أننا كنا ممنوعين من الدخول، لكن كل هذه العراقيل لم تثبط عزيمتنا وأصررنا على المتابعة، كما كنا نستفيد من جلسات التحضير والتكرار للحفلات والأعراس في المحل الذي نجتمع فيه. كيف تتعامل الفردة مع الجيل الجديد؟ الشكر لله، منذ ظهور الفردة في أوائل التسعينات أصبح الجيل الجديد يحضر حفلاتنا، أي من 7 سنوات إلى 70 سنة، فالجيل الجديد هو المستقبل، كما أنه ذواق يستمع للقصيد ويرقص على الأنغام الخفيفة. لا يمكن أن يقوم عرس بدون حضور الفردة في القنادسة، ما تعليقك؟ بالفعل، في الماضي كان الأمر كذلك، خاصة أن العرس عمره 7 أيام بلياليها كاملة، والفردة هي التي توقع الاختتام، بعد مشاركة 6 فرق أخرى، ومع هذا فالفردة تحيي الحفلات بأسعار رمزية، خاصة أن هناك أعراسا تتعدى الخمس ساعات وأانا أجدها جيدة، طبعا نحن نعتمد على وضع برنامج غنائي متنوع بين القصائد، والقناوي. كيف يتعامل معكم جمهور العاصمة، مقارنة بجمهور المدن الأخرى؟ في الواقع لدي الكثير من الذكريات الجميلة خاصة مع الجمهور العاصمي، الصراحة الفنان بدون جمهور لا وجود له، وقد صادف في حالات أننا كنا متعبين او مرهقين لكن سبحان الله، هتافات الجمهور وتشجيعاته تعطينا الطاقة التي نستطيع من خلالها تقديم وصلات رائعة يمكنه الاستمتاع بها، كما أود الإشارة إلى أن الجمهور العاصمي ذواق ويعرف جيدا القصيد، لهذا نحرص دوما على تقديم الأحسن، كما أنني أود التوضيح أن الفردة قد بدأت شهرتها من العاصمة.