اعترف رئيس حزب نداء تونس ورئيس الحكومة في المرحلة الانتقالية السابقة، الباجي السبسي، بعجز بلاده في تأمين الحدود والتحكم في مراقبة ومتابعة النشاط الإرهابي على ترابه، ومنه تصديره للبلدان المجاورة وفي مقدمتها الجزائر، مستدلا بتمركز العناصر المسلحة في جبل الشعانبي. وأضاف الباجي السبسي أن تونس كانت غير قادرة على التحكم في تدفق الإرهابيين والأسلحة على الحدود الليبية، مشيرا إلى حادثة الاعتداء الإرهابي على قاعدة الغاز بعين أميناس، حيث كان ضمن المجموعة الإرهابية المعتدية 13 تونسي، وقال إن ذلك خلق انطباعا لدى الجزائريين أن تونس غير متحكمة في الأوضاع الأمنية وذلك أمر صحيح حسبه، مضيفا أن تواجد الإرهابيين بجبل الشعانبي يطرح إشكالا أمنيا بالنسبة للجزائر. وأوضح المتحدث في حوار ل"الشرق الأوسط"، أن التعاون بين البلدين قائم منذ عدة سنوات، مذكرا بالعلاقات التي تربطه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، منذ سنوات الاستعمار ووصولا إلى الاستقلال، و رد على سؤال متصل بما اذا كانت هناك وساطة للجزائر، لحل الأزمة التونسية، بأنه لا وجود لوساطة جزائرية لحل الانسداد السياسي الحاصل في تونس، وأن "الجزائر منشغلة بالوضع الأمني في تونس، لاسيما وأنه لديها حدودا مع سبعة بلدان إفريقية، أربعة منها تعرف اضطرابات كبيرة هي مالي، النيجر، ليبيا وتونس"، وواصل بأن هناك جزائريين ينشطون في تونس كما أن هناك تونسيين ينشطون في الجزائر، مسترجعا في هذا السياق حادثة الاعتداء الإرهابي لعين أميناس، حيث كانت الخلية مشكلة من تونسيين وعدة جنسيات أخرى، معبرا عن أسفه على الانزلاق الذي تشهده تونس، مضيفا أن وجود القاعدة في تونس والمجموعات المسلحة في جبل الشعانبي تطرح مشكلة أمنية للجزائر، وتابع بأن تونس ليست متحكمة في الأوضاع الأمنية فيما يتصل بالحدود مع ليبيا، التي وصفها بالمنفلتة، وقال إن ذلك جعل جميع أنواع الأسلحة موجودة اليوم في تونس، وخلص إلى أن ذلك ولد مشكلة أمنية بالنسبة للجزائريين والتونسيين معا. شريفة عابد