قال المخرج اللبناني فؤاد عليوان، صاحب فيلم ”عصفوري” الذي اختتم عروض مسابقة الافلام الروائية الطويلة ضمن فعالية مهرجان وهران للفيلم العربي في دورته السابعة، أنّ فيلمه لا يحمل خطابا سياسيا لجهة معينة ولا ينتقد السياسية اللبنانية بخصوص معالجة مشاكل المجتمع، بل بعده وطني يروي الذاكرة الجماعية للبنان التي عرفت حربا أهلية وغزو إسرائيلي لأرضها، كما تتعرض اليوم إلى محاولة تدمير. أكدّ المخرج اللبناني فؤاد عليوان، المشارك بفيلم طويل تحت عنوان ”عصفوري”، على هامش العرض أوّل أمس بقاعة ”المغرب” بوهران، أنّ العمل الذي كتبه قصته وانتجته شركة ”اكزيت” للإنتاج بتصوير من فليب فان ليو، لا يقصد من ورائه توجيه خطابات سياسية باعتبار الرسالة التي حملتها ثلة من مشاهده وإنما يريد من خلاله السلام، حيث يروي عبره الذاكرة الجماعية للبنان وشعبها من سنة 1975 الى غاية اليوم، بعدما عانت من حرب أهلية وحشية وصراعات طائفية وغزو إسرائيلي مرير منذ عدّة سنوات. وأشار عليوان إلى أنّ لبنان اليوم يتعرض الى هجمة شرسة تهدف الى تدميره من عدة جوانب السياسية، الاقتصادية، الثقافية وحتى الأخلاقية بعد عديد المحاولات التي أرادت تحطيمه وتقسيمه عن الآخر، لاسيما أنّ العولمة جعلت الشعب اللبناني يخسر إنسانيته وشخصيته العربية وغير من المقومات التي راحت بسبب هذه الظروف. وفي إجابته على سؤال إن كان قد نجح هذا العمل في الرد والدفاع عن اغتصاب الذاكرة اللبنانية، قال المتحدث:”هو فيلم واحد ولا أدري إن ينجح أم لا، فالأمر يتطلب عدة أفلام في هذا السياق”، معتبرا في الإطار ذاته أنّ الذاكرة التي عاشت في اللبنانيين تأذت بشكل كبير وتبقى كذلك وستتأذى في المستقبل إن لم يدافع عليها أبناء لبنان رغم اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم الدينية، بالنظر إلى أنّ حياة لبنان وبالأخص بيروت تجمع عدة تناقضات موجودة على أرض الواقع وملونة بشتى الألوان. كما نوه أنّ عنوان الفيلم ”عصفوري” نقل الواقع بحذافيره، وتدل هذه الكلمة التي هي لغة مشفرّة على العبثية الموجودة بمدينة بيروت ومدن أخرى، حيث تعتبر ”عصفوري” لغة محكية عند المناطق التي يتواجد بها المسيحيون، وهي واقعية وجدت منذ الأزل وليست من صنع الخيال. يذكر أنّ ”عصفوري” المنتج سنة 2012، شارك في أداء قصته وسام فارس، يارا ابو حيدر، مجدي مشموشي وبيو شيهان.. يحكي في ساعة ونصف الساعة قصة أبو عفيف جد الطفل كريم وصاحب بناية عتيقة، حيث لم ينجح في تحقيق حلمه بترميم البناية ودهنها بعد انتهاء الحرب الأهلية، والتي صنفتها السلطات ضمن البنايات المتصدعة الآيلة للسقوط، إلى أن عاد من المهجر كريم الشاب تزامنا مع إعادة إعمار بيروت، وهنا تدب حياة جديدة في البناية ويستعيد الجميع الأمل في امكانية رؤيتها في رونق حديث وجميل يحفظ إرثها وذكرياتها، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ويرحلون في الأخير بعدما هجروها مرغمين.