يرفع عشية اليوم، الستار عن فعاليات الطبعة ال”18” لصالون الجزائر الدولي للكتاب، بعد 9 أيام من النشاط الذي لم يرقى للمستوى المطلوب، حسب أهل الكار الذين وجدوا الطبعة هذه تختلف كليا عن الطبعات السابقة التي كان ينظم فيها المعرض، حيث ميز سوء التسيير والتنظيم من قبل الإدارة التي كلفت بالتحضير لهذه الطبعة أيام التظاهرة منذ انطلاقتها. أكد عدد من الناشرين الذين دأبوا على المشاركة في الطبعات الفارطة من التظاهرة أن الصالون في طبعته لهذا العام أثبت على أن هذه التظاهرة الكبيرة التي تراهن عليها وزارة الثقافة فشلت في استقطاب مهنيي الكتاب، والكتاب على حدّ سواء، جعلته تظاهرة لم تنضج وتحتاج إلى إدارة حقيقية تعيد للصالون رونقه الذي فقدته في السنوات الأخيرة كما لم يخفي هؤلاء إعجابهم بالتسيير الاحترافي الذي كان عليه الصالون حين كانت المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار تشرف عليه. وفي سياق متصل، أكد ناشرون في حديث لهم مع ”الفجر”، أن الصالون لم يستطع منظموه بعد 18 دورة من تدارك النقص المسجل على مستوى التنظيم والتسيير ومراقبة ما تجلبه دور النشر سيما العربية التي تحوي أغلب رفوفها كتبا قديمة ولا وجود للإصدارات الجديدة سوى القليل منها، وهو ما أعطى انطباعا من طرف ثلة من الملاحظين بأنّ صالون الكتاب في الجزائر لم ينضج بعد فهو يروج للترفيه والتسلية أكثر مما يشجع على منح الإعلاميين والمختصين والباحثين والكتاب فرص التقاء الآراء وظروف مناسبة للعمل، يأتي هذا النقد الموجه للمحافظة المنظمة للحدث الدولي الذي يهدف إلى خدمة الكتاب والنشر وتشجيع المقروئية والتعريف بالكّتاب على اختلافهم. إقبال واسع وتنظيم سيئ يكرّس للرداءة حيث يعدّ التنظيم السيئ أبرز ما سجل في هذه الفعالية التي استقطبت جمهورا غفيرا قدّر بثلاثة ملايين زائر طوال هذه الأيام، وهو ما يعكس الرداءة التي ينتهجها المنظمون، حيث لم تختلف كثيرة أية طبعة جديدة تقام كل سنة عن سابقتها، وبات قاسمها المشترك التنظيم السيئ الذي يتعلق بمختلف الجوانب، سواء توزيع الناشرين في الأجنحة الثلاثة، أو برامج الندوات واللقاءات الفكرية، سيما فيما يتعلق بالفضاء المخصص لها هذه السنة المفتوح على الجمهور، مما جعل الفوضى تسود أغلب اللقاءات المنشطة وخصوصا في فضاء ”الباناف” المخصص للتعريف بالأدب الإفريقي والإشارة إلى مشاكل النشر والكتابة في القارة السمراء، وكذا فضاء ”التاريخ” الذي احتضن ندوات التكريمات، وبدرجة أقل فضاء ”الآداب”، وغيرها من النقائص التي عكست بشكل سلبي روح وهدف المعرض الدولي للكتاب، هذا الأخير أصبح ملاذا وفضاء سياحي وتجاري يجذب اهتمام العائلات الجزائرية والشباب الباحثين عن التسلية دون متعة القراءة والتمتع بخير جليس في الأنام، وكذا الاحتكاك بصناع الكتاب من مفكرين وناشرين وكتّاب جزائريين، عرب أو أجانب. ميسي ينافس بوتفليقة والقذافي في سيلا 18 يوقع الأرجنتيني ليونيل ميسي، اللاعب في فريق البارصا الإسباني، حضوره في صالون الكتاب الدولي، من خلال الكتاب الذي أنجز حوله تحت عنوان ”ميسي القصة الحقيقية.. للفتى الذي أصبح أسطورة”، المترجم إلى اللغة العربية، حيث عرف كتاب ”ميسي”، رغم سعره الباهظ الثمن الذي قدّر ب1800 دينار جزائري، إقبالا واسعا من طرف الجمهور الجزائري الذي توافد على المعرض وخاصة الفتيات اللاتي تهافتن على شرائه وكأنّ ميسي سقف أمامهن وأحدثن ضجة كبيرة داخل الجناح المخصص لمنشورات ”العبيكان”، وبالتالي ينافس ”ميسي” الفتى الأرجنتيني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يزور الصالون ال18 للكتاب من خلال كتاب ضم شهادات المجاهدة فاطمة أوزقان حول الرئيس بوتفليقة بعنوان ”شهود وشهداء”، ومن توقيع الصحفي مصطفى بسطامي، بالإضافة إلى تناول الكاتب والدكتور ناصر الجابي الذي غاص في أبرز المحطات التي عرفها مسار الرئيس بوتفليقة، وقدمها في كتاب تحت عنوان ”الجزائر سنوات بوتفليقة”، الصادر عن منشورات دار الأمة، حيث ضم العمل الذي جاء في 350 صفحة، مجموعة من المقالات السياسية والاجتماعية التي تتطرق إلى الجزائر بشكل عام ولا تقتصر على حياة ومسيرة بوتفليقة بالتحديد، ومن أهم ما تطرق إليه ناصر جابي هو مواضيع ترتبط بسيطرة الفرد لا المؤسسة في حديث عن النظام السياسي في الجزائر منذ عدة سنوات. كما تحدث نور الدين حروش في عمله الموسوم ب”رؤساء الجزائر”، المتواجد في صالون سيلا 18، ويحوي 227 صفحة، تطرق فيه إلى بعض النقاط المهمة على غرار مرض الرئيس ومختلف التأويلات بهذا الخصوص ناهيك عن رأي الشعب الجزائري فيما يحدث. القذافي يثير فضول الكتّاب من جهة أخرى، صنعت كتب أنجزت حول الرئيس الراحل معمر القذافي الحدث هذه السنة واستطاعت استقطاب عدد كبير من القراء والجماهير الجزائرية الشغوفة بهذا الرجل الذي يعتبرونه رمزا من بين باقي القادة والرؤساء العرب، وبالتالي ثلة من العناوين تتحدث عن القذافي من جميع الجوانب منها كتاب ”نساء في حياة القذافي”، ”من الحياة النسائية والسرية لمعمر القذافي وأولاده”، بدار البيت العربي والذي يسرد السلطة المطلقة التي كانت تتمتع بها نساؤه ما أدى إلى الفساد المالي والأخلاقي، وغيرها من الأعمال الأخرى التي سخرت من الراحل نذكر منها ”معمر طاسة”، لياسر حماية و”مجنون ليبيا”، للدكتور محمد باز، حيث عمدوا إلى سرد أهم مواقف وأقوال القذافي المضحكة على حد تعبيرهم. وهناك كتاب آخرون تناولوا العقيد الراحل من نمط آخر وهو الحياة السياسية والقيادية لمعمر، منها مؤلفات تناولت فلسفة نفسية وشخصية وأراء القذافي على غرار ”رجل من جهنم.. الرجل الذي وصف نهايته في روايته” وغيرها.