تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بولاية جيجل خلال اليومين المنقضيين في خسائر مادية معتبرة، وانزلاقات للتربة وقطع طرق خاصة بمدينة الميلية، وفرار عائلات بأكملها من مشتة أرسي ببلدية أولا عسكر نتيجة نشاط زلزالي، أين تعاني 30 عائلة من عزلة شاملة. غرقت أحياء مدينة الميلية في مياه الأمطار التي كشفت المستور المتمثل في سوء إنجاز مشاريع التهيئة الحضرية المستهلكة لعشرات الملايير من دون نتائج إيجابية، على اعتبار أنها لم تنفع المواطن الميلي كما لم تحسن من وضعه المعيشي اليومي، حيث تحول وسط المدينة إلى مهزلة جراء تحوله إلى مصب للمياه ومرتعا للحجارة وأغصان الأشجار من مختلف أحجامها الآتية عبر الطريق الرئيسي الرابط بين مركز المدينة ومستشفى منتوري، الذي تحول إلى شعبة، بعد أن جرفته مياه الأمطار وتوقف السير به بشكل مطلق. وقد أثار ذلك استياء المواطنين الذين يرون بأن الحياة في الأرياف صارت أرحم داخل ثاني أكبر مدينة بالولاية جيجل. كما وجد السائقون والمشاة على حد سواء صعوبة في اجتياز محاور بعض الطرقات داخل المدينة، بعد أن وصل منسوب مياه الأمطار إلى 70 سم. ويعود سبب تجمعها إلى إنسداد القنوات جراء تجرأ بعض المواطنين على بناء سكنات فوضوية أمام أعين الجهات الرسمية، كما هو الشأن للشارع المحاذي لمقر مؤسسة سونلغاز وكذا الشارع المجاور لمتوسطة لحمر محمد العربي، ناهيك عن المدخل الشرقي للمدينة. ويعتبر حي لاكناب بمنطقة المرجة المتضرر الأكبر، حيث غرق طيلة الأيام الماضية في مياه الأمطار الممتزجة مع مياه الصرف الصحي. وبالنظر لتجمع المياه التي لم تجد منافذ لجريانها فقد حاصرت قاطني العديد من العمارات داخل الحي المذكور بعد أن تراوح منسوبها بين 50 و80 سنتم. وقد فرضت العزلة على ساكني أغلب عمارات الحي، وغاب عديد التلاميذ عن مقاعد الدراسة كنتيجة منطقية لهذا الوضع، خاصة في ظل بقاء خطر الحفر والبالوعات العميقة على حالها. وقد أرجع نائب رئيس بلدية الميلية، في تصريحه ل”الفجر”، سبب هذه الفيضانات والخسائر المسجلة التي قدرها بالملايير إلى السياسات المنتهجة قديما في مجال السكن والتهيئة الحضرية، التي أستهلكت الملايير من دون مراعاة مخطط جريان المياه أو إحترامه، متهما في ذلك عدة أطراف من مسؤولين محليين ومقاولين وحتى مواطنين، شيدوا بناياتهم على قنوات صرف المياه، مؤكدا أن القانون سيطبق بحذافره في مجال البناء الفوضوي الذي انتشر كالفطريات في السنين الأخيرة. نشاط زلزالي يتسبب في نزوح 30 عائلة وشهدت منطقة “أرسى”، التي كانت تسمى قديما الدريدرة ببلدية أولاد عسكر الجبلية، صبيحة أول أمس الخميس، في حدود الساعة الخامسة والنصف، نشاطا زلزاليا الأول من نوعه بالولاية، أدى إلى انزلاقات خطيرة في التربة وانجرافات ملحوظة أدت إلى ظهور تشققات كبيرة تسببت في قطع الطرق المؤدية إليها بعد ظهور تشققات أدخلت الرعب في نفوس السكان، لاسيما أن القرية المذكورة التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 03 كلم من الجهة الجنوب غربية بجانب قرية الزويتنة المشهورة، والتي تقطن بها حوالي 30 عائلة. وقد بدأت العائلات في الفرار من القرية بطرق صعبة، بعد تدخل أعضاء المجلس الشعبي البلدي وشاحنة للحماية المدنية في ظل غياب السلطات الولائية والدائرية في الساعات الأولى لحدوث الزلزال الذي فرض عزلة شبه تامة على سكان القرية. ويتخوف السكان من تواصل النشاط الزلزالي وامتداده لقرى أخرى، ما يشكل كارثة حقيقية.