اعترفت وزارة التربية الوطنية ب”الإجحاف” في حق فئة موظفي التوجيه والإرشاد، في قضية المسار المهني، غير أنها رفضت تطبيق امتيازات لفائدتهم بحجة عدم إمكانية مراجعة القانون الخاص وكذا غياب مراكز التوجيه المدرسي، وذلك في وقت تصر اللجنة الوطنية لموظفي التوجيه على اهمية المساواة مع الأخصائيين النفسانيين في الصحة العمومية والتضامن الاجتماعي لحيازتهم على المؤهل العلمي للتوظيف نفسه. وفي هذا الشأن أكد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أنه ”سبق له أن طرح وفي المحضر المشترك مع وزارة التربية الوطنية المؤرخ في 4 ديسمبر 2012، ومطلب تطبيق الترقية على مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني بنفس ما طبق على الأخصائيين النفسانيين في الصحة العمومية والتضامن الاجتماعي لحيازتهم على نفس المؤهل العلمي للتوظيف، فكانت إجابة الوزارة أن هذا المطلب يتطلب مراجعة القانون الأساسي وهذا غير ممكن حاليا”. وأثارت هذه الإجابة ”سخط” اللجنة الوطنية لموظفي التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني المنضوية تحت لواء ”الإنباف” خاصة وأن ”هناك اعترافا ضمنيا بوجود الاختلال في التصنيف بحكم أنهم يتقاطعون في مدة التكوين وشهادة التخرج والرتبة القاعدية (صنف 12) ويتفرقون في الترقيات الموالية إذ يرقى مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي إلى رتبة مستشار رئيسي للتوجيه والإرشاد المدرسي في (صنف 13)، بينما يرقى النفسانيون في الصحة العمومية والتضامن الوطني إلى رتبة الرئيسي (صنف 14)، والأمر نفسه بالنسبة لمستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهني في قطاع التعليم والتكوين المهنيين إذ يرقي هو الآخر إلى رتبة مستشار رئيسي في التوجيه والتقييم والإدماج المهني في (صنف 14)”. وقال رئيس اللجنة عمر قوسم ”إن لهذه الأسلاك ترقيات موالية إذ يرقى الأخصائي النفساني الرئيسي إلى رتبة الأخصائي النفساني الممتاز في (صنف 16) وبصورة آلية، ويرقى مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهني إلى رتبة مستشار رئيسي منسق كمنصب نوعي (مستوى 5 بزيادة 75 نقطة استدلالية) بينما يحرم المستشار الرئيسي للتوجيه والإرشاد المدرسي من ترقيات أخرى”. وأكد في السياق ذاته بيان لجنة موظفي التوجيه إنه ”... وما وضع له من ترقيات لا تعدو أن تكون إلا كذبة أفريل، فالرتبة الموالية هي رتبة مفتش التوجيه المدرسي مكلف بإدارة مركز التوجيه التي يستحيل بلوغها لأن عددها على مستوى الولاية الواحدة لا يتجاوز المنصبين فإذا شغل المنصب توقفت الترقية إليه ولا يشغر إلا في حالتي تقاعد المدير أو وفاته وما قيل عن الترقية الأولى يقال عن الترقية الموالية أي الترقية إلى منصب مفتش التربية الوطنية لأنها مشروطة بالترقية إلى الرتبة الأولى أي لا يمكن أن تكون مفتشا للتربية الوطنية بعنوان التوجيه والإرشاد المدرسي إن لم تكن مفتشا للتوجيه المدرسي المكلف بإدارة مركز التوجيه المدرسي”. وأضاف البيان أنه وفق ما سبق يتضح ”حجم الظلم والحڤرة واللاعدل واللامساواة، فهل يعقل أن يختزل المسار المهني لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في ترقية واحدة فقط أي من الصنف 12 إلى الصنف 13، أي بعد 32 سنة عمل يجد مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي نفسه مصنف في نفس تصنيف زميله أستاذ ثانوي دخل للعمل في يومه الأول فأي ظلم أكبر من هذا؟”.