الترويج لصراعات داخل "الأوبك" بين العراق، السعودية وإيران توقع معهد ستراتفور الأمريكي، أن تواجه منظمة أوبك تحديات على المدى البعيد، فيما يتعلق بزيادة إنتاج إيران النفطي، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى كسر الأسعار في الأسواق العالمية، ما سيعود سلبا على الجزائر، مشيرا إلى أن الخطر لن يكون خلال السنوات القليلة المقبلة بل على المدى البعيد لأن إيران قايضت الولاياتالمتحدةالأمريكية مقابل التخلي عن جزء من برنامجها النووي. وأشار معهد ستراتفور للدراسات الإستراتيجية والأمنية بالولاياتالمتحدة التابع للمخابرات الأمريكية، في تقرير اطلعت ”الفجر” على نسخة منه، إلى أن الحفاظ على وضع أسعار النفط على المدى الطويل، يتطلب عدم مضاعفة كل من إيرانوالعراق إنتاجهما خلال الفترة المقبلة مشيرا إلى أن العراق أكد خلال اجتماع ”الأوبك” الأخير أنه يخطط لرفع إنتاجه حيث يهدف لبلوغ 9 مليون برميل يوميا، بحلول عام 2020 في حين ينتج الآن ما يقرب من 3.5 مليون برميل يوميا، في حين بسبب عدة مشاكل كضعف البنية التحتية لن يتعدى إنتاج العراق 6 ملايين بحلول 2020 حسب تقديرات التقرير. أما فيما يخص إيران أكدت واشنطن أنه سيتم تخفيف العقوبات عنها مقابل تعليق بعض جوانب برنامجها النووي، وسيمكّن التخفيف إيران من حصولها على عائدات بنحو 1.5 مليار دولار من التجارة في الذهب والمعادن النفيسة، وتعليق بعض العقوبات على قطاع السيارات الإيراني وصادرات إيران من البتروكيماويات، مضيفا أن إيران ستكون أكثر ميلا لزيادة إنتاجها اليومي من النفط بنحو 250 ألفا إلى 300 ألف برميل في السنة، مشيرا إلى إن حصص تصدير أوبك بالفعل أصبحت مصدرا للتوتر بين أعضائها. وأوضح التقرير أن خفض أسعار النفط بالنسبة للمستهلكين يساهم في زيادة الطلب على نفط أوبك، في حين زيادة الإنتاج يؤدي إلى كسر الأسعار العالمية مما سيعود سلبا على الجزائر وكذا على الاقتصاد الجزائري الذي يعتبر قطاع المحروقات العمود الفقري للاقتصاد الجزائري وأي خلل في الأسعار سيقضي على الجزائر، وعليه ناد العديد من الخبراء إلى ضرورة إيجاد مصادر دخل جديدة خارج الطاقة، ومن جهته أكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، في وقت سابق أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لن يكون عاملا مؤثرًا وكافيًا لتغيير سقف إنتاج منظمة ”أوبك”، واعتبر يوسفي، أن إيران بلد ظل محترمًا لالتزاماته وإن كانت هناك قرارات على مستوى المنظمة للإبقاء على إنتاجها فمن المؤكد أن إيران ستحترم هذا الالتزام. وتوقع التقرير نشوب توتر داخل منظمة الأوبك بين المنافسين الإقليميين لإيران، وهما العراق والسعودية، فهذه الأخيرة قد تطلب من إيرانوالعراق للحد من نمو الصادرات، ولكن إيرانوالعراق لن يستجيبا إلا بمقابل، حيث يكون في مصلحتهما الاقتصادية زيادة الصادرات إلى أقصى حد ممكن.