كشف اللاعب الدولي السابق للمنتخب الجزائري فضيل مغارية أن المنتخب الوطني الجزائري في مهمة صعبة في المونديال، في ظل تواجد عدة لاعبين محترفين في وضعية صعبة جراء جلوسهم في كرسي الاحتياط، نافيا في نفس الوقت تصريحات حاليلوزيتش التي أشار فيها إلى الإقصاء المحتمل من الدور الأول، وهو ما اعتبره المعني غير مناسب وانهزامية للاعبين قبل المونديال، إضافة إلى عدة أمور تطرق إليها مغارية في حوار له مع جريدة ”الفجر” تخض الخصر وحظوظ المنتخبات الأخرى في كأس العالم القادمة. ما هي قراءتكم الأولية لقرعة المونديال بصفة عامة ؟ يمكن القول أن القرعة التي أسفرت عن تاهل 32 منتخبا إلى كأس العالم، هي منتخبات جديرة بالاحترام، بغض النظر عن المنتخبات القوية، والتي عادة نرشحها لنيل كأس العالم، على غرار ألمانياوالبرازيل، لكن لا يجب أن نقول أن المنتخب الهندوراسي أو المنتخب كوستاريكا، أو حتى أستراليا، هي منتخبات ضعيفة، فهذه الأمور لا أساس لها في عالم الكرة، والمدربون يدركون ذلك جيدا. وماذا عن المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب الوطني الجزائري والتي تضم كلا من المنتخب الكوري وروسيا إضافة إلى المنتخب البلجيكي ؟ هي مجموعة ليست سهلة، وأؤكد أننا في مجموعة صعبة، وتضم منتخبات قوية، وعلى هذا الأساس أنصح اللاعبين بالتحضير جيدا لهذا المونديال، والدخول بعزيمة كبيرة، ولم لا تحقيق الفوز على المنتخب البلجيكي في اللقاء الأول الذي يبقى جد مهم بالنسبة إلينا في التطلع إلى الأمام أو العودة من الدور الأول. هل تعتقد أن المنتخب الوطني الجزائري قادر للمرور إلى الدور الثاني في ظل تواجد كل من المنتخب روسيا وكوريا والمنتخب البلجيكي ؟ ”لا يجب أن نغطي الشمس بالغربال”، فلما نقرأ عن المنتخبات التي سنواجهها، فهي منتخبات قوية، سواء المنتخب البلجيكي الذي عاد بقوة، وحقق تأهلا كبيرا جدا للمونديال وبجدارة واستحقاق في مجموعة كانت تضم كرواتيا، نفس الحال مع المنتخب الروسي الذي تأهل في المجموعة التي تواجدت فيه البرتغال، دون الحديث عن المنتخب الكوري الذي يبقى قويا ”ويخوفنا” بسبب طريقة لعبه التي تتميز بالسرعة، لكن هذا لا يمنع من إبقاء الحظوظ كاملة من أجل التأهل شريطة أن يكون لاعبونا جاهزين بدنيا، ونفسيا، لأنه لا يعقل أن نتصور أن نشارك بلاعبين لا يشاركون مع أنديتهم ثم نقول أننا سنتأهل إلى الدور ثمن النهائي، لا يجب أن نكذب على الشعب الجزائري، والحقيقة المرة أفضل من رسم صورة رائعة عن الخضر في الأحلام ثم يصطدمون بواقع مر في البرازيل. ما هي الأمور التي ترى أنها تتطلب تصحيحا قبل المونديال ؟ الشيء المهم الذي يجب أن نبدأ فيه هم اللاعبون، لأنه إذا كان اللاعب جاهزا فلا يمكن أن نخاف على المنتخب الوطني أمام المنتخبات الكبيرة، لكن إذا كان هناك لاعبون ينشطون في البطولات الأوربية، لكن الأفضل فيهم يلعب 2 أو 3 دقائق ثم نقول أننا في أحسن أحوالنا، فهذا خطأ، وعلى هذا الأساس أنصح اللاعبين الذين لا يلعبون مع أنديتهم تغيير الأجواء، لأن فرصة كأس العالم تأتي مرة في أربع سنوات، فلما نرى اللاعب العالمي إبراهموفيتس لا يلعب في المونديال، فهذا دليل أن اللاعبين يملكون ”الزهر”، وعلى هذا فهم مطالبون بالعمل أكثر حتى يضمنوا المشاركة في كأس العالم. إضافة إلى هذا كثر الحديث عن رغبة رواروة في تدعيم العارضة الفنية بمدرب آخر، هل ترى أن هذا يصب في مصلحة الخضر قبل المونديال ؟ هذه الأمور من خصوصيات المدرب البوسني حاليلوزيتش، فإذا كان يرى أنه من الضروري تدعيم العارضة الفنية، فلابد من هذا، وإذا كان يرى عكس هذا فلا يجب أن نتدخل في أموره، ولنترك له الحرية على أن يكون التقييم بعد المباريات، لأنه هو الوحيد الذي سيتحمل المسؤولية في هذه الأمور. في رأيك من هو اللاعب الجزائري الذي تراه قادرا على البروز في المونديال القادم ؟ حتى لا نكذب على أنفسنا، لا أعتقد أن هناك لاعبا معينا في الوقت الحالي يمكن أن نرشحه لأن يخطف الأضواء، لأنه لو ننظر إلى أحسن اللاعبين الذين يلعبون في الجزائر، فلنأخذ على سبيل المثال بلفوضيل الذي يلعب في الإنتير لكنه في أغلب المباريات يبقى في كرسي الاحتياط، نفس الشيء مع فغولي الذي يعتبر أحد نجوم الخضر لكن مع فالنسيا لا يلعب كثيرا، يجب أن نكون واقعيين، ولا نتطلع ونطلب أكثر من حجم اللاعب، فنحن لا نملك لاعبا مثل دروغبا أو إيتو حتى نقول أنه سيقودنا إلى نتائج أفضل، فجميع لاعبينا يعانون في البطولات الأوروبية، لهذا لا أرى حقيقة لاعبا معينا قادرا على الذهاب بنا بعيدا في المونديال. هل توافق تصريحات الناخب الوطني الجزائري حاليلوزيتش الذي أكد أنه في حال أن المنتخب الوطني أقصي من الدور الأول فإنه شيء عادي، ولا يجب على الأنصار أن يفاجأوا من ذلك ؟ أنا أصلا ضد هذه التصريحات، لأنه كان من الأجدر على حاليلوزيتش أن يحضر في هدوء، ويحضر اللاعبين جيدا من الناحية البدنية والنفسية، ثم نترك الأمور الأخرى في الملعب، لكن أن نقول أننا لا نملك منتخبا ونحن الأضعف في المجموعة فهذا أكيد خطأ قبل المونديال، حتى ولو نلعب أمام المنتخب البرازيلي فلا يجب أن ندخل بعقلية انهزامية، وأتمنى صراحة من المدرب أن يكون أكثر تفاؤلا، لأننا إذا كنا لا نملك منتخبا، فمن الأجدر أن نبقى في بيوتنا أو على الأقل نترك مالي أو بوركينافسو تمر على حسابنا، صحيح هناك منتخبات قوية، لكن حتى الجزائر قادرة على قول كلمتها لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة حتى نحكم على الفريق بالموت أو الخروج مبكرا قبل لعب المونديال، أعتقد أن التصريحات الانهزامية قد تؤثر حقا على اللاعبين، وهذا ما لا نتمناه جميعا. هناك قلق في أوساط المنتخبات العالمية من تأثرهم من عاملي الرطوبة المرتفعة والحرارة، هل ترى أن زملاء سليماني قد يتأثرون بهذا ؟ لا أعتقد ذلك، لأن اللاعبين سيتأقلمون مع الأجواء قبل المونديال، من خلال التربص الذي سيقام هناك، الجميع يتذكر كأس العالم في سنة 2010 لما تنقل المنتخب الجزائري في وقت مبكر، لكنه عاد مبكرا وكان أول المقصين، لذا هذه الأمور أعتقد أنها ثانوية، ولا تقرر مصير المنتخبات بصفة فعالة، سواء كان ذلك المنتخب الجزائري أو حتى المنتخبات الأخرى. من هي المنتخبات التي ترشحها لنيل كأس العالم ؟ هناك المنتخب البرازيلي والألماني والإسباني والأرجنتيني، فهذه المنتخبات الأربعة هي في رأيي جاهزة من جميع النواحي، وتملك حظوظا كبيرة للوصول إلى الأدوار النهائية، مع أنني أتمنى وصول منتخب إفريقي إلى أبعد الحدود حتى تكون القارة الإفريقية حاضرة، وتبرز أهميتها من حيث اللعب. كلمة أخيرة فضيل مغارية... أتمنى من اللاعبين أن يكون جاهزين بدنيا، حتى نطمح لنتائج أفضل، وإن شاء الله مع اللاعبين الشبان الذي نملكهم قادرين على المرور إلى الدور الثاني، رغم المأمورية الصعبة لكن في كرة القدم ليس هناك شيء مستحيل، والشعب الجزائري معروف برفعه التحدي، وإن شاء الله نحقق الأفضل في قادم الأيام.