دورات تكوينية للمرشدات الدينيات لتوعية النساء بأهمية الصحة الإنجابية كشفت الدكتورة، معطوب غنية، من مديرية السكان بوزارة الصحة أن هذه الأخيرة بصدد تنصيب لجنة وطنية مكلفة بدراسات الأسباب الحقيقية، التي تقف وراء الوفيات المسجلة في أوساط النساء عند الولادة من أجل معالجة هذه الظاهرة التي تبقى نقطة سوداء في النظام الصحي في الجزائر، خاصة أن 97 في المائة من النساء يلدن في الهياكل الصحية. وبخصوص عدد الحالات المسجلة في هذا الإطار، قالت الدكتورة معطوب إن الإحصائيات المسجلة في 1998 كانت تشير إلى تسجيل 117 حالة لكل مائة ألف حالة ولادة حية، بينما في سنة 2013 هناك تقديرات تذهب إلى تسجيل 70 حالة لكل مائة ألف ولادة حية، بينما المعطيات المستقاة من المستشفيات تؤكد تسجيل24 حالة لكل مائة ألف ولادة حية. وقد أكدت الدكتورة معبوط أن الجزائريات عادة يمتن بعد الولادة بسبب حالات النزيف، دون أن تعطي ممثلة وزارة الصحة المزيد من التفاصيل مؤكدة أنه من الصعب الوقوف على الأسباب الحقيقية التي تفق وراء وفاة النساء عند الولادة. لهذا السبب يأتي تنصيب اللجنة المنتظرة من أجل وضع حد لهذا المشكل. 61 في المائة من النساء يستخدمن وسائل منع الحمل وفي نفس الإطار كشفت المتحدثة أن استعمال وسائل منع الحمل عند الجزائريات تصل إلى حدود 61 في المائة، وفي هذا الإطار أكدت المتحدثة أن الوزارة تعمل على توسيع تشكيلة الوسائل المستخدمة في هذا الإطار، بما في ذلك أحدث طريقة تستعمل حاليا في العديد من دول العالم، وتتمثل في نوع من شريحة توضع تحت الجلد وتستمر مدة صلاحيتها مدة 3 سنوات، مؤكدة أن في الجزائر هناك طلب على هذا النوع من الوسائل. من جانب آخر قالت المتحدثة ذاتها، على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية التنظيم العائلي حول الصحة الإنجابية بالعاصمة، أول أمس، إن الوزارة تقوم بسلسلة من دورات التكوين الموجهة للمرشدات الدينيات قصد التعامل مع النساء في المساجد وتوعيتهن بأخطار الصحية المتعلقة بصحتهن الإنجابية والطرق الصحية في استعمال مختلف وسائل منع الحمل، بما في ذلك تغيير بعض الأفكار المسبقة والخاطئة بشأن العديد من الوسائل، مثل استعمال اللولب ”ستيريلي”، وهي طريقة آمنة أكثر من استعمال الحبوب التي تعتبر هرمونات قد تكون لها مضاعفات صحية على المرأة، تضاف إليها دورات تدريبية سيحتضنها معهد الصحة العمومية يستفيد منها الأطباء والمختصون في البيولوجيات والقابلات، تتعلق بكيفية الاكتشاف المبكر لسرطان الرحم. وتأتي هذه الإجراءات - حسب الدكتور معبوط - في إطار الإجراءات التي تتخذها الوزارة مع شركائها من اجل إعادة النظر في المنظومة الصحية لتجاوز الأخطاء وتحسين الخدمات. من جهة أخرى، عرض رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، الدكتور كابويا، أهمية اليوم الدراسي الموجه للإعلاميين قصد التحسيس بأهمية الصحة الإنجابية في استقرار الأسرة وتوازن المجتمع، مؤكدا على أن الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، والتي تنضوي تحت لواء الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة تعمل في إطار تحقيق أهداف رؤية 2020 لتحقيق الصحة الإنجابية والجنسية، والتي وضعها الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة من أجل احترام الحريات الشخصية وضمان صحة جنسية وإنجابية للنساء والشابات ومحاربة كافة أشكال التمييز والعنصرية، خاصة محاربة الأمراض مثل داء نقص المناعة وتخفيض نسبة الوفيات الناجمة عن الإجهاض غير الآمن. وفي هذا الإطار، أكد البروفسور كابويا أن العمل ضمن الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة لا يعني أن تتخلى الدول عن إطارها الاجتماعي والقانوني والعقائدي. وقد أكد كابويا، في ختام تدخله، على أهمية الشباب في هذه العلية لأنهم المعنيون بالدرجة الأولى بالتوعية التي تمكنهم مستقبلا بصفتهم أولياء الغد، وفي هذا الصدد أكد البروفسور كابويا أن جمعيته اعتادت في الثمانينيات على العمل داخل المساجد في نشر الوعي الصحي، بينما تراجع المجتمع كثيرا في هذا الصدد بعد الأزمة التي ألمت بالجزائر في التسعينيات.