كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: (تابع:الطلاق) نعم أن إباحة الطلاق بدون قيد لا تخلو من ضرر، ولكنَّه من المضرَّات التي يستغنَى عنها، ويكفي لتسويغه أن منافعه تزيد عن مضاره، فإن كل نظام لا يخلو من ضرر، والكمال التام في هذه الدُّنيا أمر غير مستطاع. ونحن لت نريد البحث في هذا الموضوع الواسع؛لأننا في هذا المختصر كل بحث نظري، وإنما نقول إن مَنْ أجال النظر في نصوص الكتاب العزيز، وما اشتمل عليه من الآيات المقرِّرة للطلاق وأحكامه؛يشعر بالنعم التي أفاضها الله على المسلمين، ويقتنع بأن كتاب قد أتى من الحكمة على منتهاها، وأنه وفَّى كل شيء حقَّه. وأول ما يجب الالتفات إليه هو أنَّ شرعنا الشريف قد وضع أصلا عاما يجب أن ترَّد إليه جميع الفروع في أحكام الطلاق؛وهو أن الطلاق محظور في نفسه، مباح للضرورة، والشواهد على ذلك في الآيات القرآنية الأحاديث النبويَّة، وما جاء في كلام الأئمة نورد منها ما يأتي: قال تعالى:”فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكْرهوا شيئاً ويَجْعَلَ الله فيه خيراً كثيرًا” وقال جل شأنه:”وإن خِفتم شِقاق بينهما فابعثُوا حَكَمًا مِّ أهله وحكماً مِّن أهلها إن يُّريدَا إِصلاحاً يوَّفق الله بينهما”. وقال تعالى:”وإن امرَأَة خافتْ من بعلِها نشوزاً أو إعراضاً فلا جُناحَ عليهما أن يُصلحَا بينَهما صُلحاً والصُّلْحُ خيرٌ وأُحضِرت الأنفُسُ الشحَّ وإن تُحسِنوا وتتَّقوا فإنَّ الله كانَ بما تعملونَ خبيراً” .. .. يتبع