داليا غانم يزبك: التيار الإسلامي تراجع وفشل في إخفاء الانقسامات يتزايد الاهتمام الأمريكي قبيل أسابيع بالانتخابات الرئاسية في الجزائر، وعلى وجه الخصوص، بحالة الإسلاميين الذين يبدون غير مستعدين، بل عاجزون عن حشد قواهم خلف مرشح توافقي، وهذا ما يعتبره باحثون من واشنطن ”مؤشرا قويا عن انعدام آفاقهم الانتخابية في المستقبل”. وأوضح أمس، تقرير صادر عن مركز كارنيغي للشرق الأوسط، في تحليله لظاهرة مقاطعة الإسلاميين للرئاسيات، بعد إعلان قبل يومين جاب الله، عدم مشاركة حزبه، بالإضافة إلى حمس، النهضة، أن الاسلاميين في الجزائر، باتوا غير مبالين ودون استراتيجية واضحة، مضيفا أن التيار الاسلامي لم يتمكن من الالتفاف حول مرشّح توافقي للانتخابات الرئاسية منذ أكثر من عشر سنوات، حيث كان الإجماع الوحيد في 2009، عندما ترشّح جهيد يونسي من حزب الإصلاح للانتخابات، لكنه نال نسبة ضئيلة من الأصوات لم تتعدَّ 1.37 في المائة. وأكدت المحللة داليا غانم يزبك، بمركز كارنيغي للشرق الأوسط، أن التيار الإسلامي في الجزائر بات ضعيف وفاقد للمصداقية وعاجز عن حشد الأنصار، وقالت إنه ”ابتعد الجزائريون عنه بسبب عجزه عن تحديد أهداف واضحة”، وأن القاعدة الإسلامية الناخبة تتراجع، بحسب ما أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية، ثم الانتخابات البلدية التي نال فيها ”تكتل الجزائر الخضراء” 10 فقط من أصل 1451 بلدية، وتابعت بأنها ”أسوأ نتائج يحقّقها الإسلاميون منذ إقرار تعدد الأحزاب في الجزائر”، وواصلت أنه ”من الطبيعي أن نتوقّع فشلهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حال قدّموا مرشّحاً”. وأردف التقرير أنه فضلا عن ذلك، فإن القرار الذي اتّخذته بعض الأحزاب الإسلامية بمقاطعة الانتخابات، عبر الزعم بأنه سيتم التلاعب بها، ”هو على الأرجح ذريعة لتفادي انتكاسة جديدة”، كما أنه ”محاولة لإخفاء الانقسامات والتفكّك وغياب القيادة التي يعاني منها التيار الإسلامي في المجمل”، وأوضح أن عجز تلك الأحزاب عن وضع إستراتيجية واضحة، كتيارات أو أحزاب منفردة، تسبّب لها بخسارة الدعم على الأرض، وخلص إلى أن الجزائريين يخشون أن يقود الإسلاميون البلاد، في حال وصولهم إلى السلطة، نحو”عقد أسود” جديد بعد العشرية السوداء.