أكدت مصادر ل”الفجر” أن الرسالة التي بعث بها مولود حمروش، هي آخر ورقة تغيير يلعبها الرجل، وورائه حزب جبهة القوى الاشتراكية، مع أصحاب القرار وصناع الرؤساء بالجزائر، وأرجعت سبب الرسالة إلى عدم اتفاق الأجنحة على العهدة الرابعة، بدليل تأخر إعلان بوتفليقة عن ترشحه. وأضافت المصادر ذاتها أن الطريقة التي تعامل بها حمروش، أملاها الواقع، والغرض منها هو ”التأكيد أن لمولود حمروش الرغبة في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة، وإظهار نفسه كبديل المرحلة المقبلة وأنه مستعد لقيادة الجزائر”، وأشارت إلى أن القراءة الأخرى هي ”اقتناع الرجل بعدم وجود مترشحين أقوياء، ماعدا الرئيس بوتفليقة طبعا”، وتابعت بأن الإشكال الوحيد بالنسبة لحمروش هو العهدة الرابعة. وفيما يتصل بعلاقة حمروش برئيس الأركان ڤايد صالح، قال المصدر إن ”علاقة حمروش بقائد الأركان ڤايد صالح، حسنة، وقد التقاه أكثر من مرة بالعاصمة، وتبادلا أطراف الحديث”، وأنه ”بالنسبة للفريق محمد مدين، فقد كان زميله في الدراسة ويعرفه جيدا”، مبرزا أن ”الإشكال الذي كان يعيق حمروش مع مؤسسة الجيش، قد زال مع زوال خالد نزار والمرحوم علي كافي”. وقال المتحدث أن مولود حمروش، قد رمى بالفكرة حتى يلتقطها أصحاب القرار ويدرسونها بعناية، فهي جاءت في توقيت جدا مناسب، وقبل اقتراب موعد إعلان ترشح الرئيس بوتلفيقة الذي تبقى الأنظار مشدودة نحوه، وأردف بأنه من الممكن أن يسند منصب نائب الرئيس لمولود حمروش لتولي الخلافة في حالة معينة، وهو احتمال وارد جدا”. كما يتناغم محتوى الرسالة وموقف الترقب الذي يحافظ عليه الأفافاس بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو يعلق موقفه على تعاطي السلطة وصناع الرؤساء مع تلك الرسالة ودرجة التجاوب معها، بالإيجاب أم السلب، أو التوافق على صيغة سلسلة للتغير، وهو موقف سبق وأن عبر عنه الأفافاس في برنامج التغيير الذي نظم حوله ندوة وطنية كبرى شهر جانفي الماضي.