خرج أمس العشرات من أنصار حركة ”رفض” في أول احتجاج لها عشية انطلاق الحملة الانتخابية المقررة اليوم، رافعة شعارات مناوئة للسلطة، وأخرى تعزف على وتر مطالب تلوح بها حركات تنشط من الخارج. وبدا الجو صبيحة العطلة أسبوعية ”هادئا” قرب البريد المركزي، بوسط العاصمة، لولا تواجد رجال الشرطة المنتشرين بكثافة والذين لفتوا أنظار المارة والفضوليين، بعد أن اظهروا ”لطفا” في التعامل مع المحتجين الذين ينزوون تحت ما يسمى بحركة ”رفض” المناهضة لعهدة رابعة. وقد أحاط رجال الأمن بالزي الرسمي ببضع عشرات من أنصار الحركة، حين بدأ أحد ممثليها في تلاوة مطالبها السياسية التي اختصرها في الدعوة إلى رفع حالة الطوارئ بالعاصمة، وأنه على المترشحين للرئاسيات الانسحاب من السباق لإجهاض مسعى النظام في الاستمرارية وفق قوله، وحتى يتم الإعلان عن مؤسسات شرعية. وبينما تداول على مكبر الصوت ممثلو مختلف الحركات الحقوقية، كانت شعارات مناهضة ”للرئيس بوتفليقة وحكم العسكر” تدوي في الأرجاء دون أن تتدخل الشرطة لاعتقالهم، جملة من هذا القبيل أثارت حفيظة شرطي كان قريبا من المحتجين، علق عليها في الحين ”هذا مهبول؟”، إلا أنه لم يتدخل لإسكات الناشط الحقوقي بسبب تعليمات تلقوها من المديرية العامة للأمن الوطني بعدم اعتقال المتظاهرين. وظهرت حركة ”رشاد” المحظورة التي تنشط في الخارج، وأنصار الرجل الثاني في الفيس المحل علي بلحاج، في الحركة الاحتجاجية التي استمرت لحوالي الساعة والنصف، من صبيحة أمس، وتجلى ذلك من ألوان الشعارات المرفوعة في عين المكان. وسألت ”الفجر” أحد ممثلي ”رفض” حول الحركات المنضوية تحت لوائها، وإن كانت جزءا من ربيبتها ”بركات”، باعتبار أنهما يلتقيان في نقاط مشتركة و”معارضة الوضع السياسي القائم”، فقال الناشط سليمان حميطوش، إنها تضم منظمة 8 ماي، الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد، اللجنة الوطنية للدفاع عن البطالين وجمعية عائلات المفقودين، موضحا أن التجمع الشعبي مفتوح لكافة مكونات المجتمع دون استثناء، بمن فيهم ناشطون من حركة ”بركات” رغم أن الساحة كانت خالية منهم.