تعرف بلديات الشريط الحدودي الثلاث بولاية الوادي المتاخمة لدولة تونس، في الأسابيع الأخيرة، حالة من التوتر والتململ بين قبائلها بسبب تراكم مشاكل اجتماعية مختلفة كانت وراء بروز حالات من التوتر باتت تفسد حالة الهدوء التي عرفت بها هذه المناطق، كان أخطرها حالة التصادم بين سكان قرية الدويلات من ولاية الوادي ونمامشة نقرين بتبسة، والتي تنذر بوبال على هذه المناطق ما لم يتدخل عقلاء لحل المشاكل بينهما. في تطور لافت للأنظار قام يوم أمس عشرات الشبان من قرية الدويلات الفلاحية بمنع الفلاحين القادمين من منطقة نقرين، التابعة إداريا لولاية تبسة المجاورة لها، من التزود بالمازوت من محطة الدويلات، نظرا للمناوشات التي حدثت مؤخرا وكذا إهانة شباب نقرين لبعض العقلاء من قرية الدويلات الذين أرادوا الصلح. وإثر منعهم قام شبان من نقرين بقطع التيار الكهربائي عن قرية الدويلات، خاصة أن التموين بالكهرباء بالنسبة لقرية الدويلات من منطقة نقرين. كما أقام شبان من نقرين حاجزا مزيفا حاولوا به ابتزاز المارة، ولكن تدخل عناصر الدرك الوطني ورئيس البلدية وبعض العقلاء أدى إلى حل الإشكال بإرجاع التيار الكهربائي لقرية الدويلات والسماح لفلاحي نقرين بالتزود بالمازوت. وحسب بعض عقلاء هذه المناطق الحدودية فإن الوضع لا ينبئ بخير، فشرارة الغضب والمناوشات بين الفينة والأخرى مؤهلة للاشتعال إن لم تتدخل الجهات المعنية لحل الوضع وعقد جلسات صلح بين قبائل هذه المناطق الحدودية. وجاءت هذه التصادمات بقرية الدويلات في وقت عززت المصالح الأمنية تواجدها في بلديات الشريط الحدودي في الأيام الأخيرة خوفا من أي مشاكل وتصادمات محتملة، لاسيما عقب التصادم بين عرشين ببلدية دواء الماء كاد يؤدي إلى انفلات الوضع لولا تدخل رجال الأمن والدرك ممن تعاملوا بحكمة مع القبيلتين وقاموا بعقد صلح بينهم، لكن على مضض هذه القبائل المتناحرة ببلدية دوار الماء، حيث قام المحتجون بغلق مقر البلدية ومحاصرة ”المير” الذي لجأ لقبيلته التي خرجت عن بكرة أبيها وقاموا بفض عملية الإحتجاج في مشاهد مثيرة للدهشة، يؤشر بتبني بعض المواطنين الحلول الذاتية لحل مشاكلهم بعيدا عن القانون، وهو ما يستدعي حسب بعض العقلاء حكمة وحزما أيضا من طرف الجهات الرقابية لتفادي هذه السلوكات التي تؤثر على الشكل القانوني لسير البلديات.