بدت علامات الحيرة على وجوه أكثر من 650 ألف تلميذ في اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا على عكس الحال في اليوم الأول، حيث اشتكوا من صعوبة مواضيع الرياضيات وإن رآها أساتذة الاختصاص عادية ومقبولة، وأجمعوا على أن المواضيع المطروحة كانت في مستوى الشهادة التي عرفت تراجعا في السنوات الماضية، هذا في الوقت الذي تم الحديث عن وجود تسريبات في موضوع الشريعة بعد أن اكتشف أن الموضوع مشابه تماما للامتحان التجريبي في إحدى المؤسسات بالعاصمة، وحتى في الجلفة، الأمر الذي أكد الممتحنون أنهم لن يتسامحوا بشأنه. إغماءات وبكاء بسبب الرياضيات وحراسة شبيهة بسجون غوانتانامو واصل أمس الإثنين أزيد من 650 ألف تلميذ لليوم الثاني امتحانات شهادة البكالوريا، في أجواء ميزها الإحباط والبكاء، أمام مراكز الامتحانات التي وقفت عليها ”الفجر” في جولة استطلاعية ببلدية باب الوادي وحي أول ماي بالعاصمة، حيث طغت أجواء الحزن وسط جل المترشحين، الذي خرجوا من قاعات الامتحان قبل نهاية الوقت المحدد، وذلك بسبب صعوبة المواضيع المطروحة في مادة الرياضيات، حسب ما أكده تلاميذ النهائي شعبة الآداب، الذين قالوا ”إنهم ليسوا من شعبة تقني رياضي ليوضع لهم موضوع صعب”، وهو ما أكده أيضا تلاميذ شعبة تسيير واقتصاد وشعبة تقني رياضيات، حيث سجل حالات إغماء، رغم أن بعضهم قال إنه مقبول، فيما أكد آخرون أن المواضيع المطروحة هي للنجباء فقط، وحتى هؤلاء لا يمكن أن يحققوا معدل أكثر من 14. وقالوا إن المواضيع لم تكن أبدا سهلة، إلا في بعض التمارين التي لا تحمل على العديد من النقاط. واغتنم الممتحنون الفرصة ليشتكوا من ظروف اجتيازهم الامتحان بحي أول ماي وفي مراكز أخرى، حيث قالوا إن الحراسة كانت شديدة، وكأنهم في غوانتنامو، حيث وبسبب الحراسة المشددة لم يسمح لهم حتى بترك مقاعدهم للذهاب إلى المرحاض، في ظل عدم توفير لهم حتى مياه الشرب التي كانت متواجدة ولم تقدم للمترشحين الذين هم أولى بها. وفي محاولة منا لأخذ رأي المختصين في المجال حول صعوبة مواضيع اليوم الثاني مقارنة باليوم الأول، أجمع عدة أساتذة على سهولة المواضيع وأنها في متناول التلميذ، ولم تكن أبدا صعبة بالنسبة لشعب العلوم الطبيعية والآداب، مؤكدين أنها كانت عادية في مستوى الشهادة، خاصة وانها كانت خالية من الأسئلة التي تتضمن أفخاخا، موضحين أن سبب عدم إجابة الممتحنين عليها أنهم يحبون الأسئلة المباشرة والسهلة جدا. هذا وكان ما ميز امتحانات البكالوريا والتي تشرف عليها لأول مرة الوزيرة نورية بن غبريط السخط الذي أبداه الممتحنون عقب ترويج موضوع مادة التربية الإسلامية والذي كان يشبه تماما موضوع الامتحان التجريبي لثانوية محمد البجاوي بباب الزوار، وهي المواضيع التي اطلعت عليها ”الفجر” بعد ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تساءل فيه أساتذة ونقابيون، هل يكون حقيقة محل صدفة، أو أن هناك تسريبات للمواضيع بطريقة مختلفة عما كانت التسريب في السابق، والمدهش في الأمر أن نفس الموضوع كان على مستوى الثانوية القديمة بحاسي بحبح بولاية الجلفة، والذي قدم لتلاميذ النهائي في اختبار الفصل الثالث، وهذا بعد أن كان التشابه طبق الأصل في الآية الكريمة لسورة البقرة ”164” والتي انبثقت عنها أسئلة متشابهة في المواضيع المطروحة أما في البكالوريا في امتحان الفصل الثالث للثانويات المذكورة سلفا، وهذا ما تعلق بالجزء الأول للموضوع والذي خصصت له 14 نقطة، ونفس الأمر بالنسبة للجزء الثاني حيث كانت الأسئلة متقاربة جدا حول قضية التشريع بالمصلحة.