لهيب الاحتجاجات يستمر بحي الرملي، مزرعة رتال وحي ديصولي فجرت عمليات الترحيل التي باشرتها المصالح الولائية إلى بلديتي الكاليتوس وبئر توتة موجة احتجاجات عارمة، نتيجة استراتيجية المسؤولين في طريقة تسيير العملية، التي أسفرت عن إقصاء أزيد من 100 عائلة عبر مختلف الأحياء التي مسّتها بكل من حي ديصولي بالحراش وحي الرملي ومزرعة رتال، وهو الأمر الذي يستدعي التعجيل بعملية الرد على الطعون التي تسير بخطى السلحفاة؟! يواجه مسؤولو عاصمة البلاد فتيل الاحتجاجات التي يبدو أنها في تصاعد مستمر، حيث تتواصل لأربعة أيام على التوالي إثر عملية الإقصاء التي مست عائلات مختلف الأحياء بكل من حي ديصولي ببلدية بوروبة ومزرعة رتال ببلدية بئر توتة واسطاوالي وحي الرملي بجسر قسنطينة، الذين عبروا عن نفاد صبرهم، حيث لم يتقبل هؤلاء استراتيجية زوخ المنتهجة بعملية الراحلة.. وعلى الرغم من الاجتماعات الولائية المكثفة والتي كان آخرها استدعاء أميار 57 بلدية لأجل إعادة فتح كافة الملفات العلقة والشائكة المتعلقة بالسكن، بما فيها تحضير مخطط عملية الترحيل هذه، حسب إمكانية وطبيعة كل بلدية، خاصة وأن أكبر الأحياء القصديرية لا تزال تنتظر نيل حقها من السكن إلى جانب دراسة ملف المقصين من شقق “الكرامة”، إلا أن مخطط الترحيل الذي اختارته السلطات الولائية خلال عملية الترحيل الثانية، أسفر عن تسجيل هفوات مرة أخرى دون الاستفادة من التجربة الأولى، جراء التأخر الكبير في بعث التقارير الخاصة بتحديد العائلات المعنية بالترحيل ما مصير 140 عائلة مقصاة بحي ديصولي من الراحلة؟ جددت 140 عائلة القاطنة بالحي الفوضوي ديصولي ببوروبة احتجاجها، أول أمس، أمام مقر الدائرة الإدارية للحراش، بعد أن تم إقصاؤها من عملية الترحيل الأخيرة، للتنديد بما وصفته ب”الحڤرة” نتيجة التلاعبات الحاصلة في أكبر عملية ترحيل التي علق عليها هؤلاء آمالا كبيرة في انتشالهم من أزمة السكن، التي يتخبطون فيها منذ سنوات، خاصة بعد تأكدهم من عدم استفادتهم من قبل بعد استصدار بطاقية السكن الوطنية، وهو الأمر الذي يعطيهم إشارة حق الوقوف أمام السلطات والمطالبة بحقوقهم إثر تهديم سكناتهم الهشة وإجبارهم على اللجوء إلى الشارع، معبرين أن معايير الترحيل التي استندت عليها السلطات المحلية لمقاطعتهم لم تكن مدروسة بالشكل السليم والتي انتهت بإقصاء 140 عائلة، بعد أن مس الترحيل 650 عائلة، في حين آن البطاقية الوطنية تثبت أن جميع الملفات المرفوضة لم يستفد أصحابها من قبل، وهو ما يتطلب من السلطات الولائية إجراء تحقيقات معمقة في القضية حتى لا يحرم أصحاب الحقوق من السكن، وبالتالي منح لي كل ذي حق حقه، حسب ما ردده والي العاصمة زوخ مرارا وتكرارا في العديد من خرجاته الميدانية. سكان “الرملي” بجسر قسنطينة يخرجون عن صمتهم شهد حي الرملي بجسر قسنطينة قطع ممر السكة الحديدية الرابط بين الجزائر العاصمة وولاية البليدة، منذ الساعات الأولى من صباح أمس، بحرق العجلات المطاطية والرشق بالحجارة والاعتداء على الممتلكات العمومية الخاصة بمؤسسة النقل بالسكة الحديدية وسرقة الكوابل الكهربائية، للتعبير عن سخطهم من تجاهل مصالح زوخ برمجتهم بعمليات الترحيل التي انتهت باستفادة أزيد من 8000 عائلة، وطالب هؤلاء المحتجون بالتعجيل بعملية ترحيلهم قبل دخول فصل الشتاء وتخليصهم من بيوت الصفيح، خاصة بعد تصريح المسؤولين باستكمال أكثر من مليون وحدة سكنية، متسائلين في الوقت ذاته عن منهجية عملية اختيار أحياء على أحياء أخرى، وهو ما أثار حالة من الفوضى والهلع بين المسافرين اثر عودة سيناريو التعدي على الكوابل الكهربائية.