أدى قصف جوي على مدينة باب في ريف حلب الشمالي، مساء أول أمس الاثنين، إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا وإصابة العشرات، بحسب ناشطين، وأفادت منظمة إسعاف بلا حدود إن الحصيلة الأولية هي 20 قتيلا و65 جريحا. كشفت منظمة إسعاف بلا حدود أن فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث وانتشال الضحايا، بعد أن ألقت مروحية تابعة للجيش الحكومي برميلين متفجرين على مدينة باب التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة. وقال ناشطون أن البراميل استهدفت وسط المدينة، وأدت لنشوب حريق كبير وانفجارات، بسبب وجود مشتقات نفطية في مكان الاستهداف. ومن جهته، كشف المفوض العام للأونروا، بيير كرينبول، أن الوضع في سوريا ”كارثي على السوريين والفلسطينيين على حدٍ سواء”. وأضاف كرينبول، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا، أن أكثر من 60 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا نازحين أو لاجئين للمرة الثانية في لبنان وتركيا والأردن ومصر، منوهاً إلى الثمن الباهظ التي تتكبده هذه البلاد جراء عدم الاستقرار الإقليمي والنزاع في سوريا على وجه التحديد. وتابع كرينبول أن أكثر من ثلثي المدارس في سوريا أصبحت غير قابلة للاستعمال، ومعظم تلك المدارس أصبحت كذلك، لأنها تعرضت لأضرار بسبب النزاع، أو لأنها الآن تقع في أماكن ينطوي الوصول إليها على خطر كبير، مضيفاً أن ”هنالك 15 مدرسة إضافية تستخدم الآن كملاجئ جماعية تؤوي 6043 شخصاً، إلى جانب مركز تدريب دمشق، وأن المدارس الواقعة في محيط القتال تعد مثالا دراماتيكيا للتجاهل السافر لحرمة حياة المدنيين الذي تظهره أطراف النزاع، والذي ينبغي أن تتم إدانته”. وميدانيا، أفاد ناشطون بتصدي كتائب المعارضة المسلحة السورية اليوم لمحاولة قوات النظام استعادة السيطرة على مناطق في مدينة درعا، ما أدى لسقوط عدد من القتلى من الطرفين، في حين كثف الطيران الحربي غاراته على مناطق قرب العاصمة دمشق وريفها. وقالت ”مسار برس” أن قوات النظام حاولت استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في محيط معبر نصيب جنوبي مدينة درعا، لكن كتائب المعارضة صدتها بعد اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل عدد من عناصر قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتدمير آلية عسكرية. وفي هذه الأثناء، تجددت الاشتباكات بين الجانبين في مدينة الشيخ مسكين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر النظام، وترافق ذلك مع قصف لمواقع الأخير في اللواء 82 بقذائف الهاون، وكانت قوات المعارضة استهدفت، أول أمس، بالأسلحة الثقيلة اللواء 82، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر قوات الأسد واحتراق مستودع للذخيرة داخله بحسب ناشطين، كما عُثر في محيط مدينة نوى على مقابر جماعية لجثث مدنيين. في سياق متصل، قال نشطاء إن قرية النجيح بالقرب من منطقة اللجاة بريف درعا تعاني من ظروف إنسانية صعبة تتمثل في نقص حاد في كافة المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات بشكل كامل عن القرية التي تفتقر لأي مركز طبي. وفي ريف مدشق تحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين جراء غارات متتالية، صباح أمس، استهدفت مدن وبلدات الغوطة الشرقية ووسط وأطراف بلدة زملكا والأحياء السكنية في كل من دوما وبلدة زبدين وحي جوبر شرقي العاصمة دمشق. كما استهدفت المعارضة بالهاون معاقل جيش النظام في شارع نسرين بمخيم اليرموك جنوبي دمشق. وأفادت ”مسار برس”، من جهتها، بمقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال اشتباكات مع فصائل المعارضة في محيط حي جوبر، كما أغار الطيران الحربي وقصف بالبراميل المتفجرة مناطق أخرى عبر البلاد، في كل من حمص وحماة ودير الزور وإدلب.