سوناطراك تعاني الضغط ومثقلة بأعباء الاستكشاف والتنقيب لوحدها تعول الحكومة على ”القمة التاسعة لشمال إفريقيا حول البترول والغاز” التي تحتضنها الجزائر الشهر الداخل في يومين، لتدارك الفشل الذي منيت به في جلب مزيد من الشركات البترولية الأجنبية، بعد عزوف هذه الأخيرة عن التقدم لاستكشاف المحروقات في الجزائر التي أبدت تحفّظها من المناقصات التي أطلقت مؤخرا، نتيجة تخوفها من عودة عدم الاستقرار الأمني في المنطقة بعد الإعتداء الذي استهدف الموقع الغازي بتيغنتورين في عين أمناس واغتيال الرهينة الفرنسي. إذ تقوم المجمعات النفطية العالمية بالمشاركة ك”ملاحظ” فقط دون التقدم بعروضها للحصول على المناقصات التي تطلقها الجزائر لاستكشاف المحروقات على أرضها، الأمر الذي لا يصبّ في صالح الإقتصاد الوطني وينعكس سلبا على العملاق النفطي ”سوناطراك”، الذي وحسب مصادر ”الفجر” يعاني من ضغط كبير نتيجة تحمله أعباء التنقيب والإنتاج لوحده، خاصة أن الشركة تطمح لرفع إنتاجها من المحروقات خلال ال5 سنوات المقبلة، في ظل تهاوي أسعار البترول على المستوى العالمي وحرب الغاز العالمية المشتعلة. لتأتي القمة التاسعة لشمال إفريقيا حول البترول والغاز التي تحتضنها الجزائر بين 7 و9 ديسمبر المقبل، والتي تعد أهم حدث يعنى بالمحروقات في المنطقة، في ظل أزمة النفط الخانقة التي يعيشها العالم نتيجة انهيار أسعاره منذ أشهر بشكل غير مسبوق، فضلا عن حرب الأسعار المشتعلة بين المجمع سوناطراك وشركة ”غازبروم” الروسية وتسابقهما لافتكاك الأسواق الأوروبية وأسواق أخرى لتمويلها بالغاز في الشتاء. ويصبّ تنظيم الجزائر لهذه الندوة في صالح مجمّع سوناطراك من خلال العمل على زيادة حصة صادراته من الغاز المسال إلى أوروبا، بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها كبير مستشاري صندوق ”مارشال الألماني” سير مايكل لي، حول دراسة المجموعة الأوروبية بجدية لتقليل حصتها من الغاز الروسي واستبدالها على المدى القصير بالغاز الطبيعي القطري والنرويجي والجزائري. من جهة أخرى تعمل وزارة الطاقة والوكالة الوطنية لتثمين المحروقات ”النفط” على جلب شركات عالمية للتنقيب عن المحروقات في الجزائر بعد الخيبة التي منيت بها مؤخرا عند إطلاقها مناقصة استغلال آبار النفط بالجنوب الجزائري، إذ لم تنجح الوكالة في جلب مزيد من الشركات البترولية الأجنبية للرفع من إنتاج المحروقات، حيث فضّلت هذه الأخيرة حضور جلسة فتح الأظرفة دون المشاركة في تقديم أي عروض، ليتم منح أربعة حقول فقط من بين 31 حقلا كانت معروضة على الأجانب للاستكشاف والتنقيب عن المحروقات التقليدية وحتى غير التقليدية. وحسب ما أوضحته شركة ”اينرجي إكستشنج”، أحد شركاء سوناطراك عبر موقعها الإلكتروني، سيلتقي وزراء طاقة شمال إفريقيا، وكبار المديريين التنفيذيين من الشركات الوطنية والدولية للنفط والغاز، في قمة البترول والغاز حيث سيناقشون خلال هذا الحدث الدولي الذي تشرف عليه شركة سوناطراك، فرص الاستثمار في جميع أنحاء المنطقة وأحدث التقنيات والاستراتيجيات المالية لدعمهم المشاريع، إذ يشارك أزيد من 450 فاعلا رئيسيا في مجال صناعة النفط والغاز بشمال إفريقيا، منهم 75 ممثلا لوزارات الطاقة وشركات النفط الوطنية، حيث ستبرمج 11 حلقة نقاش و12 مائدة مستديرة.وسيتم خلال القمة عقد جلسة عامة يشارك فيها الوزراء ورؤساء الشركات الوطنية للنفط وورشات تقنية حول عدة مواضيع مرتبطة بالصناعة في مجال البترول والغاز. تهاوي النفط..أسعار الغاز وتطوير قطاع المحروقات على طاولة ”القمة” وأوضحت الشركة المنظمة، أنه منذ 9 سنوات تعتبر قمة شمال إفريقيا للبترول والغاز الأرضية التي تحفز النمو في منطقة شمال إفريقيا من خلال تقديم وتبادل الخبرات والاستفادة من خدمات الخبراء في المجال، وهي المنصة الإقليمية المعروفة أكثر والمحترمة من جميع شركات النفط والغاز والحكومات وشركائها الدوليين، كونها تلتزم بتحسين شؤون النفط والغاز الإقليمية ومواجهة التحديات الأكثر إلحاحا. ومن بين المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال الدورة، موضوع أمن الإمدادات والتقدم الحاصل في مجال الطاقات غير التقليدية وتمويل المشاريع والابتكارات التكنولوجية. وقد جرت القمة الثامنة لشمال إفريقيا حول البترول والغاز في 2013 بتونس، وتناولت أشغالها الاستغلال والانتاج على مستوى الموارد الخارجية وغير التقليدية، بالإضافة إلى تقييم المخاطر غير التقنية المتعلقة بالإستراتيجية البيئية والاجتماعية وكذا الموارد البشرية.