سقطت، صباح أمس السبت، 6 صواريخ غراد على مطار الأبرق في ليبيا، بينما أدانت دول عربية وغربية ومؤسسات دولية الهجمات الإرهابية التي هزت مدينة القبة شرقي البلاد، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. أدى سقوط الصواريخ إلى تصاعد كثيف للأدخنة من مبنى المطار، فيما أكد مدير مطار الأبرق الدولي، أبوبكر مفتاح العبيدي، أن الاستهداف لم يسفر خسائر بشرية ولا أضرار مادية، وأن 4 صواريخ سقطت بأرض خلاء ببلدة الأبرق، وانفجرت 3 سيارات مفخخة في وقت متزامن، صباح الجمعة، في 3 مواقع حيوية في القبة، حسب ما أفادت مصادر في البيضاء، وتبنى ”تنظيم الدولة” في ليبيا التفجيرات التي ضربت مدينة القبة شرقي ليبيا، وخلفت قرابة 40 قتيلا ونحو 75 جريحا. ويشار إلى أن مطار الأبرق المدني تعرض في السابق لهجمات صاروخية خلفت أضرارا مادية، كما نقل عن مصادر محلية في ليبيا أن أربعة صواريخ غراد سقطت على منطقة عين ماره التي تقع على مسافة 25 كيلومترا جنوب مدينة درنة، ورجحت المصادر أن يكون القصف استهدف تجمعات لقوات موالية لحفتر في تلك المنطقة. وجاء القصف الصاروخي لمطار الأبرق المدني بالقبة ولمنطقة عين ماره قرب درنة بعد ساعات من هجوم بسيارات مفخخة تبناه تنظيم الدولة (ولاية برقة)، واستهدف مقرا أمنيا وآخر إداريا ومحطة وقود في مدينة القبة التي تخضع لحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن البرلمان المنحل المنعقد بطبرق في أقصى شرق ليبيا. داعش يتبنى الهجمات الإرهابية تبنى تنظيم الدولة تفجيرات مدينة القبة في بيان نشر في موقع تويتر، وقال أن اثنين من مقاتليه يُدعيان ”أبو عبد الله الجزراوي” و”بتار الليبي” فجرا سيارتين مفخختين، وأضاف أن التفجيرين استهدفا غرفة عمليات تابعة لقوات حفتر، وكانا ”ثأرا لدماء أهلنا المسلمين في مدينة درنة”، في إشارة إلى الغارات التي شنّها الطيران المصري قبل أيام على مدينة درنة التي قال إنه استهدف فيها مواقع لتنظيم الدولة، بعد أن بثّ الأخير تسجيلا مصورا يعلن فيه ذبح 21 مصريا كانوا رهائن لديه، كما اعتبر البيان التفجيرين ”انتقاما من حكومة طبرق”، في إشارة إلى حكومة الثني التي قال إنها ”تآمرت” على قتل ضحايا الغارات المصرية بدرنة. وكانت تقارير تحدثت عن ثلاثة انفجارات ضربت مقرا للشرطة وآخر لمجلس المدينة، بالإضافة إلى محيط منزل رئيس البرلمان المنحل عقيلة صالح. وفي السياق متصل، نفى ما يعرف ب”مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها” أي علاقة له بتفجيرات القبة، وكان قد أكد قبل ذلك أنه لا علاقة له بتنظيم الدولة وأن ولاءه لليبيا قبل أي شيء. الهجمات تتلقى تنديدا واستنكارا دوليا واسعا نددت الولاياتالمتحدة بتفجيرات القبة ودعت الأطراف السياسية الليبية إلى ”العمل سويا من أجل تشكيل حكومة جديدة”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جينفر ساكي، إن هذا ”الهجوم الإرهابي يؤكد حاجة الأطراف الليبية للمشاركة في الحوار الذي تقوده الأممالمتحدة بدعوة من برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطني. ومن جهتها استنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة التفجيرات، وقالت في بيان لها أن رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ”وجه بنقل المصابين للعلاج في الخارج”، كما ودانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا تفجيرات القبة، ووصف بيان للبعثة التفجيرات بأنها ”أعمال جبانة ومرفوضة.