مثلما كان متوقعا، استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال زيارة العمل التي أداها إلى ولاية ورڤلة، على وقع احتجاجات البطالين وبعض العائلات، فيما غلبت مظاهر الارتباك على الطاقم الوزاري الذي رافقه جراء الأصداء التي تحدثت عن تغيير حكومي سيلي عملية تعديل الدستور. أهم ما ميز الزيارة التفقدية التي قام بها عبد المالك سلال، والفريق الوزاري المرافق له المكون من 8 وزراء، إلى ولاية ورڤلة، كثرة المشاريع التي شملت عدة قطاعات كالصحة، السكن، التربية، التعليم العالي، التكوين المهني، الفلاحة، والطاقة، حيث بلغ مجمل الورشات التي تفقدها الوزير الأول 14 ورشة بين منطقتي ورڤلة وتڤرت. وقد استقبل الشباب البطال ومجموعة من عائلات ضحايا المواجهات التي عرفتها المنطقة، الوزير الأول بمنطقة النزلة، باحتجاجات، حيث كرروا المطالب الخاصة باستعجالية معالجة مشكل البطالة في الولاية، ومنحهم فرص تشغيل بحاسي مسعود، كما أكدوا في تصريحات متطابقة على ضرورة منحهم قطع أرضية وامتيازات أخرى، فضلا عن رفضهم وعدم اقتناعهم بطريقة المعالجة القضائية لملف الضحايا، وانتدب المحتجون شخصين عنهم للحديث مع الوزير الأول ولإبلاغه انشغالاتهم رسميا، غير أنهم منعوا من الوصول إليه، وتم تطويق الاحتجاج الذي كان يضم قرابة 100 شخص. وشهدت زيارة عبد المالك سلال إلى ولاية ورڤلة، اختزال لقاء الوزير الأول مع المجتمع المدني، عكس جميع الزيارات الميدانية التي قام بها لولايات تعرف استقرارا تاما أو نسبيا، وذلك بغية تجنب أي انزلاقات، خاصة أن ولاية ورڤلة تعرف تصعيدا في وتيرة الاحتجاجات وموجة غضب خلال الفترة الأخيرة، زادت حدتها بعد انضمام نشطاء من المعارضة لصفوف البطالين على وجه الخصوص. وأوصى الوزير الأول خلال المعاينة الميدانية للمشاريع التنموية، إطارات الولاية، بتسهيل عملية توظيف الشباب ومنحهم الأولوية في التشغيل، ونصح بالاهتمام وتشجيع المهن والحرف التي لها علاقة بطبيعة النشاط الصناعي للمنطقة، وترك المهن والحرف التي لا تلقى رواجا ولا تدفع عجلة التنمية بالمنطقة، وكانت توصية سلال، واضحة، خاصة وأن البطالين والشباب بالولاية يتهمون السلطات المحلية بعرقلة عملية التوظيف وضرب عرض الحائط بالقرارات المركزية، من خلال اعتماد معايير أخرى في التوظيف والازدواجية في التعامل. التغيير الحكومي المرتقب يطغى على الأحاديث الجانبية للوزراء المرافقين للوزير الأول الوزراء الذين رافقوا الوزير الأول في زيارته التفقدية للولاية، كان بعضهم متشنجا من أصداء التغيير الحكومي الذي سيتبع آليا عملية تعديل الدستور التي لم يتبق عليها زمن طويل، وسجلت ”الفجر” باهتمام تبادل الحديث بين بعض الوزراء حول التغيير الحكومي المرتقب، وتخوفهم من فقدان مناصبهم، خاصة غير المعمرين. وسجلت ”الفجر” اهتمام الوزراء بالتغيير الحكومي، لا سيما وأن بعض القطاعات الوزارية لا تزال بعيدة في تطبيق البرنامج الخماسي للرئيس، وأخرى تعرف احتجاجات كبيرة أيضا. ويمكن تفسير القلق الذي رافق بعض الوزراء بالحملة التي يقودها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الخاصة باسترداد الأفالان للحكومة وللتمثيل الوزاري، كون الأغلبية البرلمانية تمتلك الأحقية في الحكم، وهي النقطة التي من المحتمل أن يشملها التعديل الدستوري المرتقب وتترجم على أرض الواقع. واختتم الوزير الأول زيارته للولاية ليلا، بعد معاينة 14 مشروعا في قطاعات مختلفة. سلال يوصي بالتقليل من استيراد مواد البناء والاعتماد على الإمكانيات المحلية وأوصى الوزير الأول عبد المالك سلال، بعدم اللجوء لاستيراد مواد البناء إلا في الحالات الضرورية والاعتماد على الإمكانيات الوطنية في هذا المجال، مشيرا إلى أهمية احترام الآجال الزمنية في تسليم المشاريع السكنية للتقليل من أزمة السكن. وأبرز الوزير الأول المجهودات المعتبرة التي تبذلها الدولة في مجال السكن، مشيرا إلى أن الجزائر أنجزت في سنة 2014 فقط نحو 325 ألف سكن، فيما تم إطلاق ورشات 425 ألف وحدة أخرى في مختلف أنماط السكن، وحث القائمين على المشاريع السكنية على مراجعة الدراسات المتعلقة بالإنجاز، مشددا على أهمية ملاءمة التصميم المعماري للمشروع لنمط العمران بالمناطق الصحراوية. واغتنم عبد المالك سلال الفرصة لدى حديثه عن البطالة بولاية ورڤلة، وذكر أن البطالة في هذه الولاية ليست بالحجم الكبير، بل تعد من بين أقل النسب على المستوى الوطني، مشددا على ضرورة فتح المنطقة الصناعية للمدينة الجديدة لحاسي مسعود أمام المستثمرين وتوسيع نشاطاتها خارج شركة سوناطراك.