سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلامية نادية بوخلاط ل " الفجر": "عتبي كبير على مسؤولي الثقافة بالباهية وهران لتهميشهم للمثقف" لم تستطع التنقل للحصول على الجائزة بسبب ظروفها المادية الصعبة
”امرأة من دخان” تفتك الجائزة الأولى في مهرجان ”همسة” الدولي للفنون والثقافة والأدب بمصر فازت مؤخرا الإعلامية المعروفة نادية بوخلاط بجائزة ”همسة” الدولية في الأدب بمصر عن روايتها ”امرأة من دخان”، لكنها تتأسف لعدم تنقلها للحصول على جائزتها، وتتحدث في هذا الحوار عن مجموعة اهتمامات متعلقة بالكتابة الروائية، كما تلقي اللوم على مسؤولي الثقافة بالولاية الذين لم يقدموا الدعم المادي والمعنوي لأي مثقف صاحب قلم ويشق طريق الكتابة. كيف استقبلت خبر فوزك بالجائزة الأولى عن ”امرأة من دخان” بالمسابقة الأدبية التي نظّمتها مجلة ”همسة” المصرية؟ في الواقع لم أكن أتوقّع الحصول على المرتبة الأولى، وكان الأمر مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، وهذا ليس شكا في قدراتي ولكن خوض مسابقة من هذا الحجم كان بمثابة تحد، وفي الأخير شرفت الجزائر. هل لك أن تحكي بداياتك الكتابة؟ بدأت الكتابة في سن مبكرة جدا، حيث لم أكن أتجاوز حينها 12 سنة، كنت أميل لكتابة القصص، ولم أدرك يومها أنّه لديّ موهبة في الكتابة، انتبهت إلى ذلك أستاذتي في اللغة العربية، التي قالت لي واصلي ولا تتركي هذه الموهبة، ولها الفضل الكبير والأثر العميق في مسيرتي الأدبية. ما حكاية ”امرأة من دخان” ؟ الرواية مزج بين الواقع والخيال، تتناول عذاب امرأة زوّجها أهلها من رجل ثري يكبرها بعشرين عاما، فوجدت نفسها مجرد ”آلة للمتعة”، فتقرّر الثورة على الواقع ولسنوات عمرها التي مضت مع رجل فظ تفنّن في تعذيبها وكسر أنوثتها، حيث تقرّر الالتقاء بصحفي في إحدى المجلات، كان يستقبل بريدها ويرد عليه، ويمدّها بالنصائح. وماذا عن تركيبتها؟ الرواية يصنع أحداثها بطلان، هبة الله وجيرارد الفرنكو- جزائري، القاسم المشترك بينهما هو بحثهما عن التخلّص من ثقل حمل يؤرقهما، ورحلة البحث عن الحب ونقاء الأحاسيس، وتعرض أيضا صراع الهوية الذي يتخبط فيه العديد من الجزائريين، إضافة إلى تسليط الضوء على المرأة المظلومة في مجتمع ذكوري متسلط في كثير من الأحيان. في اعتقادك، أيّ الأنواع الأدبية التي تحمل هموم المواطن الجزائري بصفة خاصة والعربي بصفة عامة؟ كلّ لون أدبي يمكن له أن يكون معبّرا عن هموم المواطن العربي، سواء كان شعرا، قصة أو رواية، لأنّ الكاتب هو الذي يختار أو لا التعبير عن هموم المواطن العربي أو الجزائري وليس النوع الأدبي، فالجمل طيّعة في يد الكاتب وكذا الأحداث وهو يعطيها صبغتها العربية أو الجزائرية متى شاء وبالطريقة التي يشاء. في رأيك هل وجد الإبداع الأدبي اليوم طريقه للشهرة كما في السابق؟ بالتأكيد، رغم نقص الدعم الذي يعانيه المبدعون في بلادنا، فكم من مبدع ظلّت أعماله حبيسة الأدراج حين اصطدامه بالعوائق المادية، فالنشر صار مكلّفا وليس في متناول الجميع. هل جربت الروائية بوخلاط نادية الكتابة للطفل؟ لتكتب للطفل يجب أن تكون طفلا، هذه هي القاعدة المتعارف عليها، وأنا لم أجرّب ذلك لأنّني أعرف بأنّني لم أوفّق، فلا أشعر بالميول للكتابة للطفل مقارنة بميولي للكتابة للكبار. كيف تقيمين الحركة الثقافية بمدينة وهران؟ الحركة الثقافية بوهران بين جمود ونفض للغبار، من قبل بعض الجمعيات التي سخّرت مجهودها لخدمة الثقافة وتحريك دواليبها، ونستبشر خيرا فالإرادة موجودة والغد أفضل بالتأكيد، فوهران مدينة حركية لا تستسلم للإغفاء أبدا. هل يجد المبدع نفسه في هذه المدينة المفتوحة على جميع المناقضات؟ المبدع وفّرت له بعض الجمعيات الثقافية مساحة للبوح وفتحت له منصة للتعبير خلال الملتقيات والأمسيات الأدبية، وبعضها أضحى حدثا ثقافيا قائما بذاته، أذكر هنا الملتقى الأدبي الوطني ”شموع لا تنطفئ” الذي بلغ عامه الخامس وترعاه كلّ من مديرية الثقافة ودار الثقافة بوهران، و”مهرجان الشعراء الشباب” اللذان صارا رمزا من رموز الحراك الثقافي والأدبي في الباهية. لماذا اخترت الكتابة الروائية دون الأنواع الأدبية الأخرى؟ الكتابة الروائية هي من بين كتاباتي الأخرى، فأنا أكتب القصة القصيرة والخاطرة ولديّ محاولات في الشعر الحر والشعر الملحون. ما هو رصيدك الإبداعي؟ لديّ روايتان، إحداهما الرواية الفائزة ”امرأة من دخان”، ورواية لم أنته بعد من كتابتها حول الثورة التحريرية تحمل عنوان ”لالاهم”، إضافة إلى مجموعة قصص قصيرة، خواطر وأشعار، ومخطوط رواية باللغة الفرنسية لأنني أكتب باللغتين بعنوان ”ليلى وأبراج المراقبة”. وماذا عن نشر روايتك الفائزة بمهرجان همسة ؟ الرواية ستنشرها هيئة مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون وهي مشكورة وهذا أوّل الغيث إن شاء الله. الكثير من الروائيين أصبحوا يفضلون النشر الإلكتروني، فما السبب في رأيك؟ تكاليف النشر هي السبب الأوّل، فليس كلّ كاتب مرتاح ماديا بالضرورة، إضافة إلى ذلك يوفّر النشر الإلكتروني - الذي جرّبته أنا شخصيا برغم ما يحمله من مخاطر، واحتمال تعرض ما ننشره للسرقة -، تجربة تمكّن الكاتب من ربط علاقات صداقة مع كتاب آخرين، نقّاد ومثقفين يقيّمون مستوى كتاباتك. ماذا عن استعداداتك للسفر إلى مصر؟ يؤسفني القول بأنني لن أسافر إلى مصر لاستلام الجائزة، لأنني لا أملك الإمكانيات المادية لاقتطاع تذكرة السفر إلى هناك، بسبب ظروفي المادية الصعبة، ومرتبي الهزيل في العمل، كما أعيش ظرفا اجتماعيا صعبا، بعدما تنكرت لي الجهات الوصية من مديرية الثقافة وسلطات محلية رغم علمها بفوزي، وتجاهلتني ولم أحظ من قبلها ولو بالتفاتة بسيطة، وهذا جعلني أشعر بالإحباط الشديد، فنظرائي الذين فازوا في ولايات أخرى استقبلوا استقبال الفاتحين، فيما بقي فوزي مجرد حدث عابر، هذا يدفعني للقول أن لا مكان للإبداع في وهران مع الأسف. هل إجريت اتصالات مع الجهات المعنية؟ الإنسان تمنعه كرامته من استجداء لمسؤولين من أجل خدمة أو وساطة لذا التزمت الصمت، فقد حاولت الاتصال بوزارة الثقافة بالعاصمة لكن لم أتمكن من ذلك، فضاع أمل تنقلي إلى مصر لاستلام جائزتي وحضور الحفل المقرر تنظيمه في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في مدينة يتنكر فيها أهل الثقافة للمثقفين، وعلى رأسهم مديرة الثقافة التي تغلق الأبواب في وجه الإبداع، ونحن نتساءل أين المفر ونستنجد بوزير القطاع من أجل التفاتة لتصحيح ما أفسده البعض الآخر.